يكاد لا يمر يومًا إلا ونسمع عن كارثة إنسانية
جديدة تمارس ضد الأبرياء من سكان قطاع غزة الذي حولته قوات الاحتلال الإسرائيلي
إلى مدينة أشباح تتبخر فيه الجثث وتختفي في مكان أخرى، ولا تستطيع قوات الدفاع
المدني انتشال الموتى التي تفوح راحتهم من كل مكان.
مدينة أشباح
غزة، التي كانت تُعرف بجمالها وتماسكها، تحولت إلى مدينة أشباح بفعل القصف الإسرائيلي المستمر. يومًا بعد يوم، تتزايد الكوارث الإنسانية ضد سكان القطاع المحاصر، حيث تبخرت جثث آلاف الشهداء واختفت أخرى في أماكن مجهولة، وسط عجز فرق الدفاع المدني عن انتشال الموتى بسبب استمرار القصف وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
منظومة الدفاع المدني في غزة أكدت وجود جثث 10 آلاف قتيل تحت أنقاض المباني المدمرة، متهمةً إسرائيل بتعمد عرقلة جهود الطوارئ واستهداف طواقمها بشكل مباشر. في بيانٍ لها، أوضحت المنظومة أن الجيش الإسرائيلي يرفض التنسيق لإدخال فرق الإنقاذ إلى المناطق المستهدفة، مما يزيد من معاناة المدنيين المحاصرين تحت الأنقاض.
وأضاف البيان أن 1760 جثة لشهداء تبخرت تمامًا، فيما اختفت جثامين 2210 آخرين من مقابر متعددة في القطاع. وأكدت أن الاحتلال يمنع طواقمها من الاستجابة لنداءات الاستغاثة، مما يزيد من صعوبة الأوضاع الإنسانية.
40 ألف شهيد و92.609 جريح في القطاع
وزارة الصحة في غزة، من جانبها، أصدرت تقريرها الإحصائي لليوم الـ317 من الهجوم الإسرائيلي على القطاع. وذكرت الوزارة أن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرتين جديدتين ضد العائلات الفلسطينية، حيث وصل إلى المستشفيات 25 شهيدًا و72 جريحًا خلال الساعات الـ24 الماضية، ولا تزال هناك ضحايا تحت الأنقاض وفي الشوارع، غير قادرين على الوصول إليهم بسبب القصف المستمر.
بحسب بيان وزارة الصحة، ارتفعت حصيلة القتلى إلى 40,099 شهيدًا والإصابات إلى 92,609 منذ بدء الهجوم في 7 أكتوبر الماضي.
في سياق متصل، أفادت مراسلتنا بأن الجيش الإسرائيلي نسف مباني سكنية في منطقة الجعفراوي شرق دير البلح وسط القطاع، مما أسفر عن سقوط شهيد وعدة جرحى في قصف مدفعي في منطقة العقاد بالشطر الغربي من خان يونس.
كما نقلت مراسلتنا وصول جثة طفلة "شهيدة" مجهولة الهوية إلى المستشفى بعد إصابتها قرب "مدينة حمد" في خان يونس، بالإضافة إلى جثة مجهولة الهوية أخرى نقلت إلى مشرحة ناصر في المدينة ذاتها.
وأضافت المراسلة أن مروحيات إسرائيلية أطلقت النار قرب خيام النازحين في محيط "مدينة حمد" السكنية شمال غربي خان يونس، ما يفاقم من أزمة النازحين.
في تصريحات أدلى بها مدير المستشفى الكويتي في غزة، أكد وجود نقص حاد في الأطباء والأدوية والوقود، مما أجبرهم على وقف العمليات الجراحية. وأشار إلى أن المنظومة الصحية تشهد انهيارًا كاملًا، مع عجز كبير عن تقديم الرعاية الصحية للمصابين جراء القصف المستمر.
وفي استهداف إسرائيلي آخر لعائلات بأكملها، قُتل 7 أفراد من عائلة العطار في دير البلح، وهم: هالة محمد عواد العطار (خطاب)، الحسين أشرف حسين العطار، همام أشرف حسين العطار، كنان أشرف حسين العطار، لجين أشرف حسين العطار، تيد أشرف حسين العطار، وسيدال أشرف حسين العطار.