كتب: حسين علي
وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس الأربعاء، مرسومًا أوعز فيه بالبدء في الترتيبات اللازمة لتوجهه وأعضاء من القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة.
وفي هذا السياق، تواصل موقع «المصير» الإخباري مع الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، للوقوف على دلالات رغبة أبو مازن في زيارة غزة في هذا التوقيت. وقال فهمي إن زيارة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) إلى غزة تحمل دلالات رمزية أكثر منها دلالات سياسية، مشيرًا إلى أن أبو مازن ما زال يناور بتأكيد سلطته على الأراضي الفلسطينية.
دلالة زيارة أبو مازن لغزة
وأضاف الدكتور طارق فهمي في تصريحاته للموقع أن أبو مازن طرح الموضوع في تركيا، وتحديدًا في البرلمان التركي، إلا أن هناك صعوبات في تنفيذ ما قد يتم الاتفاق عليه، خاصة أن الجانب الإسرائيلي لديه تحفظات كثيرة، أهمها كيفية دخول الرئيس الفلسطيني إلى غزة: هل سيدخل عبر معبر رفح المغلق أم عبر الحدود الأردنية؟
وأشار فهمي إلى أن الزيارة بطبيعتها رمزية ولن تتم بسبب معوقات إدارية وسياسية وأمنية. وأوضح أن أبو مازن يرغب في إيصال رسالة مفادها أنه يريد العودة إلى الوطن.
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن الزيارة، لو تمت في مراحل سابقة، لكانت قد حظيت بتعامل أكثر جدية من المجتمع الدولي. ولكنه أشار إلى أن هناك إشكالية تتعلق بالتجاوب المباشر مع ما قد يطرحه أبو مازن في هذا التوقيت.
المشكلات التي تواجه الزيارة
وأوضح الدكتور طارق فهمي أن توقيع أبو مازن على مرسوم تشريعي لدخول الوطن سيواجه مشكلات ولن يتم تنفيذ الزيارة. وأشار إلى أن الصعوبات تكمن في تأمين حياة أبو مازن على الأرض ومن سيدخل معه، وليس فقط في موقف الجانب الإسرائيلي. وأضاف أن محمود عباس يسعى لاكتساب أرضية جماهيرية وحضور مهم، لكن المشكلة الرئيسية تكمن في صعوبة تنفيذ الزيارة على أرض الواقع، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية.
وأشار فهمي إلى أن إتمام المصالحة وفقًا لمقاربات مصر أو الصين أو روسيا يحتاج إلى إرادة سياسية وتوافقات حزبية وفصائلية، وهي أمور غائبة عن المشهد الفلسطيني في هذا التوقيت. في ظل انشغال العالم بما يجري في حرب غزة، يتضح أن هذا الجزء الغالي من الوطن الفلسطيني يجب أن يعود، ولكن الصعوبات على الأرض تحول دون تحقيق ذلك.
وكان عباس قد أعلن عزمه على الذهاب إلى قطاع غزة برفقة أعضاء القيادة الفلسطينية خلال كلمة له أمام مجلس الأمة التركي الأسبوع الماضي.
وفي وقت سابق، أكد عباس وجود خطة لدى القيادة الفلسطينية لعودة اللاجئين وإعادة الإعمار الشامل لقطاع غزة.