تتصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، مع اقتراب احتمالية اندلاع حرب شاملة، خاصة بعد التصعيد الأخير بين إسرائيل وعدة جهات على جبهات مختلفة. جاء هذا التصعيد بعد الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان ورد قوات حزب الله على اغتيال القيادي فؤاد شكر.
طوارئ في دولة الاحتلال
في خطوة غير مسبوقة، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، حالة الطوارئ في جميع أنحاء إسرائيل لمدة 48 ساعة، بدءًا من السادسة صباح يوم الأحد. جاء هذا القرار بعد تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضربات في لبنان لمنع ما وصفته إسرائيل بـ"هجوم كبير" من حزب الله.
وأشار مكتب وزير الدفاع في بيان إلى أن إعلان حالة الطوارئ يتيح للجيش "إصدار تعليمات مباشرة للمواطنين، تشمل قيودًا على التجمعات وإغلاق المواقع الحساسة". وأضاف غالانت: "أعلن بموجب هذا وضعًا خاصًا على الجبهة الداخلية في مناطق أخرى من البلاد، بسبب التهديدات المحتملة على المدنيين".
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن غالانت أطلع نظيره الأميركي، لويد أوستن، على التطورات الميدانية، مشيرًا إلى أن الضربات التي نُفذت في لبنان كانت دقيقة وتهدف إلى إحباط تهديد وشيك ضد إسرائيل. وأكد البيان على متابعة إسرائيل عن كثب للتطورات في بيروت، مع التأكيد على استعدادها لاستخدام كل الوسائل المتاحة للدفاع عن مواطنيها.
ورغم التصعيد العسكري، شددت التصريحات الإسرائيلية على أهمية تجنب تصعيد الصراع إلى حرب شاملة، مؤكدين أن الهدف من الضربات هو تجنب توسع النزاع إقليميًا.
مؤشرات على اندلاع الحرب الشاملة
على الجانب الآخر، أعلن حزب الله صباح الأحد نجاح "المرحلة الأولى" من هجماته على إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة شملت استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية وتسهيل عبور المسيّرات الهجومية باتجاه أهدافها في عمق الأراضي الإسرائيلية.
رغم التوترات، ظهرت بعض المؤشرات التي تشير إلى أن الأمور قد تتجه نحو التهدئة. فقد أُعلن أن وفدًا إسرائيليًا سيتوجه إلى القاهرة رغم التصعيد، وهو ما قد يعكس رغبة إسرائيل في تجنب حرب شاملة. كما تشير التقارير إلى أن رئيس الموساد والشاباك سيتوجهان أيضًا إلى القاهرة، وهو ما يعزز هذه الفرضية.
ورغم انعقاد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية في إسرائيل، فإن الاجتماع لم يكن مطولًا، مما قد يشير إلى أن النقاشات كانت تركز على خيارات محددة دون التوسع في الاستعدادات لحرب شاملة. ومع استمرار حالة الطوارئ وتعطيل الحياة العامة في إسرائيل، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت المنطقة على وشك الدخول في مواجهة شاملة أم أن هناك فرصة للتهدئة في الأيام المقبلة.