أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً جمهورياً بتعيين الأستاذ الدكتور نظير عياد مفتياً للجمهورية، خلفاً للدكتور شوقي علام.
وكان موقع المصير أول من طالب برحيل مفتي الجمهورية السابق شوقي علام، خلال مقال بعنوان "المفتي لازم يرحل" للكاتب الصحفي مختار محمود.
لينك المقال
https://www.elmaseer.com/article/67956
خطايا شوقي علام في دار الإفتاء المصرية
منذ تولي الدكتور شوقي علام منصب مفتي الجمهورية في عام 2013، تباينت الآراء حول أدائه في هذا المنصب الحساس. ورغم مرور أحد عشر عامًا، لم يتمكن علام من تحقيق الثقة والرضا الكامل لدى المصريين، الذين لاحظوا منذ البداية أن هناك فجوة بين تصريحاته وأفعال دار الإفتاء.
غياب التأثير وظهور الانتقادات
خلال فترة قيادته، أثارت آراء واجتهادات الدكتور علام العديد من ردود الأفعال المتباينة، تراوحت بين الشفقة والسخرية. على عكس أسلافه، الذين كانوا يتسمون بالجرأة في تناول القضايا الدينية دون تردد، فقد اختار علام أسلوباً وظيفياً وروتينياً في التعامل مع ملفاته. لم يظهر بنفس الحضور القوي عند التعامل مع قضايا شائكة أو إشكاليات سياسية.
الصمت تجاه القضايا المهمة
تجاهل الدكتور علام قضايا مهمة مثل ظهور مؤسسة "تكوين"، التي واجهت انتقادات واسعة بشأن نواياها ضد الإسلام. رغم الإجماع على سوء نوايا القائمين على هذه المؤسسة، لم تُصدر دار الإفتاء المصرية أي رد فعل فعّال. هذا الصمت كان لافتاً، خصوصاً في ظل ما يتمتع به المفتي من استقلالية نظرية.
التصريحات حول الاستقلالية
في 30 نوفمبر الماضي، صرح الدكتور علام بأن دار الإفتاء تعمل باستقلال تام منذ مارس 2013، وأنه يتخذ قراراته بناءً على صحيح الدين والضمير العلمي. ولكن، تثير هذه التصريحات إشكالية حقيقية، إذ كيف يمكن تفسير أداء المفتي المتواضع في ظل الاستقلالية الكاملة التي يدّعيها؟ إذا كان المفتي يتمتع بحرية كاملة، فما سبب تسييس دار الإفتاء في عهده وتوجيه مخرجاتها وفقاً لقناعات سياسية؟
المفتي الجديد
تُوجت مسيرة الدكتور نظير عياد العلمية بمجموعة من الإنجازات البارزة. حصل على ليسانس أصول الدين في العقيدة والفلسفة من جامعة الأزهر عام 1995، ثم تابع دراساته العليا ليحصل على الماجستير في ذات التخصص عام 2000. تكللت مسيرته الأكاديمية بالحصول على الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى في عام 2003.
تدرج الدكتور عياد في المناصب الأكاديمية من معيد إلى أستاذ مساعد في كلية أصول الدين بجامعة المنصورة، ثم انتقل إلى كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات في كفر الشيخ. حصل على درجة الأستاذية عام 2016، وقدم إسهامات بارزة في مجال العقيدة والفلسفة.
بالإضافة إلى مسيرته الأكاديمية، شارك الدكتور عياد في العديد من الأنشطة العلمية والبحثية. كان عضواً في المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وشارك في اللجنة النقابية للعاملين بالبحث العلمي بالأزهر الشريف، وبيت العائلة المصرية. كما كان له دور فعال في فريق حماية البيئة ومكافحة الإدمان بوزارة الشباب.
أسهم الدكتور عياد في إثراء المكتبة العلمية بعدد من المؤلفات التي تتجاوز الثلاثين في تخصصات متنوعة مثل علم الكلام والفلسفة والمنطق، والفرق والمذاهب والأديان، والتصوف. وقد شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل مصر وخارجها، كما قام بالتدريس في ليبيا والسعودية.
جوائز وتكريمات
حاز الدكتور نظير عياد على العديد من الجوائز والشهادات في المجال العلمي، وكرمته مؤسسات أكاديمية متعددة، منها جامعة الأزهر وجامعة 6 أكتوبر، بالإضافة إلى جامعة الأسمرية في ليبيا وجامعة الطائف في السعودية، وكذلك القنصلية المصرية بجدة.
يُعَتَبَر تعيين الدكتور نظير عياد مفتياً للجمهورية إضافة قيمة للمؤسسة الدينية في مصر، نظراً لخبراته الواسعة وإنجازاته الأكاديمية المتميزة.