رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

ما أسخم من سيتي إلا سيدي.. ترامب يهدد حماس بدفع ثمن باهظ

حسين على

الجمعة, 19 يوليو, 2024

04:08 م

-المصير - 

في مشهد لم يكن غريبًا على السياسة الأمريكية،أطلق الرئيس  الأمريكي السابق دونالد ترامب بتصريحات نارية موجهة ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مهددًا إياها بدفع ثمن باهظ إذا لم تعيد الرهائن الأمريكيين المحتجزين في قطاع غزة. هذه التصريحات التي ألقاها ترامب أمام حشد من أنصاره في مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي بولاية ويسكونسن، جاءت لتضيف مزيدًا من التعقيد على المشهد السياسي المتأزم بين الولايات المتحدة وحماس.

ترامب وحماس: تاريخ من التوترات

العلاقة بين ترامب وحماس لم تكن يومًا مستقرة. فمنذ توليه الرئاسة في 2017، تبنى ترامب سياسات متشددة تجاه القضية الفلسطينية، وأبدى دعمًا غير مسبوق لإسرائيل، مما أدى إلى تفاقم العداء بينه وبين الفصائل الفلسطينية المسلحة، وعلى رأسها حماس. 

تصريحات ترامب الأخيرة ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة من التهديدات والوعود التي أطلقها تجاه حماس خلال فترته الرئاسية. فقد أعلن في مناسبات عديدة عن دعمه لإسرائيل في مواجهتها مع حماس، ووصف الحركة بالإرهابية، ودعا إلى ضرورة القضاء عليها. 

حماس: المقاومة المستمرة والتحديات المتزايدة

في المقابل، ترى حماس ترامب كرئيس أمريكي يعادي حقوق الشعب الفلسطيني ويسعى إلى تصفية قضيته. فقد عبرت الحركة عن استيائها من سياسات ترامب المنحازة لإسرائيل، وخاصة قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعترافه بها كعاصمة لإسرائيل، وهو ما اعتبرته حماس استفزازًا مباشرًا للفلسطينيين وللعالم الإسلامي بأسره.

وفي تصريحات للقيادي في حماس إسماعيل هنية، أكد أن "ترامب يسعى لتصفية القضية الفلسطينية تحت مسمى صفقة القرن"، مضيفًا أن "حماس ستواصل المقاومة بكل السبل المتاحة حتى تحقيق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني".

تصريحات ترامب وعودته المحتملة للسلطة

تصريحات ترامب الأخيرة حول الرهائن الأمريكيين في غزة تأتي في سياق سعيه للعودة إلى البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ورغم أن ترامب لم يحدد طبيعة "الثمن الباهظ" الذي ستدفعه حماس إذا لم تعيد الرهائن، إلا أن هذه التهديدات تعكس نهجًا تصعيديًا قد يتبعه في حال عودته إلى السلطة.

وقد وعد ترامب أنصاره بإنهاء الحرب في قطاع غزة واستعادة الرهائن قبل تنصيبه إذا فاز بالانتخابات، وهو ما يراه البعض محاولة لاستقطاب أصوات الناخبين المتشددين الذين يرون في سياساته الحازمة تجاه حماس وإسرائيل خطوة ضرورية لتحقيق الأمن القومي الأمريكي.

حماس والمشهد السياسي الأمريكي

من جانبها، تعي حماس أن عودة ترامب إلى السلطة قد تعني تصعيدًا جديدًا في العلاقات الأمريكية-الفلسطينية. فالتهديدات العلنية التي أطلقها ترامب تشكل ضغطًا إضافيًا على الحركة، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر والانقسام الداخلي الفلسطيني.

وفي هذا السياق، أكد القيادي في حماس محمود الزهار أن "تصريحات ترامب لا تخيفنا، ونحن مستعدون لكل الاحتمالات". وأضاف الزهار أن "حماس ستواصل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ولن تتنازل تحت أي ظرف من الظروف".

يبدو أن العلاقة بين ترامب وحماس محكوم عليها بالتوتر والصدام، سواء كان ترامب في السلطة أم لا. فالرئيس الأمريكي السابق يرى في حماس تهديدًا للأمن القومي الأمريكي وحليفًا لإيران، بينما ترى الحركة فيه عدوًا للشعب الفلسطيني وشريكًا في الجرائم الإسرائيلية.

تصريحات ترامب الأخيرة حول الرهائن الأمريكيين في غزة قد تكون مقدمة لمرحلة جديدة من التصعيد بين الطرفين، خاصة إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض. وفي ظل هذا المشهد المتأزم، يبقى السؤال مطروحًا: هل سيشهد العالم تصعيدًا جديدًا في الصراع الأمريكي-الفلسطيني، أم ستتمكن الدبلوماسية من تجنب مواجهة جديدة بين ترامب وحماس؟