رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

الحريديم.. لعنة اليهودية التي ستقسم ظهر دولة الاحتلال.. لماذا يصر نتنياهو على تجنيدهم؟

حسين على

الخميس, 18 يوليو, 2024

10:24 ص

إصرار كبير وغير مسبوق من رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على تجنيد اليهود المتدينين أو من يطلق عليهم «الحريديم» وذلك على خلفية تداعيات الحرب الذي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة الجريح بعد احداث السابع من أكتوبر الماضي.

إلا أن هذا الفصيل المتدين في هيكل دولة الاحتلال قابل رغبة وتصريحات نتنياهو في تجنيدهم بالرفض التام من أول يوم صدر فيه قرار بشانهم.

ومنذ ذلك الوقت وتندلع مواجهات عنيفة بين الحريديم وبين قوات جيش الاحتلال التي تحاول وقف مظاهراتهم الرافضة لقرار التجنيد.

 

ومؤخرًا دعا يتسحاق يوسيف، الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل، اليهود المتدينين «الحريديم» إلى الاستمرار في رفض التجنيد بجيش الاحتلال وتمزيق أوامر الاستدعاء للخدمة العسكرية.


تجنيد الحريديم


ومن المقرر أن يبدأ جيش الاحتلال، الأحد المقبل، إرسال أوامر استدعاء للخدمة العسكرية إلى آلاف من الحريديم، الذين يتمتعون بإعفاء من التجنيد منذ عام 1949، يثير جدلاً وانقسامات شعبية وسياسية.

 

ومن جانبها قالت هيئة البث الإسرائيلية بأنها حصلت على تسجيل صوتي للحاخام الأكبر السابق يتسحاق يوسيف يقول فيه: "كل عالم توراة مُعفى من التجنيد، حتى الشخص العاطل الذي لا يدرس"، مضيفاً أن "مَن ينضمون إلى الجيش يفسدون. توجد مجندات وضابطات وألفاظ نابية، توجد أشياء فظيعة وغير لائقة.. لا تذهبوا إلى هناك"، وطالب كل شخص منهم يتلقى أمر استدعاء بأن "يمزقه ولا يذهب".

 

ونشر موقع «واينت»  تسجيل آخر، قال فيه يتسحاق يوسيف: "كل الاحترام للجيش على جهوده، ونقدر ما يفعلون"، مستدركاً: "لكن دون التوراة، إلى أين سنتجه؟! بدلاً من تخصيص مزيد من الميزانيات للمدارس الدينية، يصدرون مسودات إشعارات".

 

وأضاف : "أي شخص يتلقى إشعارات يجب أن يمزقها ولا يذهب.. إنه مع التوراة ولن يخاف منهم.. وإذا أخذوه إلى السجن، فسيذهب معه رئيس مدرسته الدينية"، مضيفاً: "من المؤسف أنهم لا يفهمون هذه الأشياء.. لقد حمتنا التوراة عبر الأجيال".

 

وكانت قد اندلعت، مساء أمس الثلاثاء، مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين من اليهود المتدينين (حريديم) قطعوا الطريق السريع 4 بالقرب من بني براك (وسط) احتجاجاً على قرار تجنيدهم الإلزامي.

 

كما هاجم شُبان حريديم يوم الاثنين الماضي سيارة كان يستقلها ضابطان بجيش الاحتلال الإسرائيلي بمدينة بني براك ورشقوها بزجاجات وهم يصرخون "قتلة".


عدد الحريديم داخل الكيان الصهيوني


ويشكل الحريديم نحو 13% من عدد سكان إسرائيل البالغ نحو 10 ملايين نسمة، ولا يخدمون في الجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة بالمعاهد الدينية، ويعتبرون أن الاندماج بالعالم العلماني يهدد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.

 

وتفيد وسائل إعلام عبرية أن الحريديم يمكنوا حاليًا عند بلوغ 18 عاماً (سن الالتحاق بالخدمة) من تجنب التجنيد عبر الحصول على تأجيلات متكررة لمدة عام واحد بحجة الدراسة بالمعاهد الدينية، حتى وصولهم إلى سن الإعفاء من التجنيد (26 عاماً حاليّاً).

 

ومنذ أشهر، يعاني جيش الاحتلال الإسرائيلي عجزاً في عدد أفراده، في ظل حربه المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعملياته المكثفة في الضفة الغربية المحتلة، وقصفه المتبادل مع حزب الله اللبناني منذ الثامن من الشهر نفسه.

 

وخشية انهيار ائتلافه الحكومي، حاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تمرير مشروع قانون قديم يحافظ للحريديم على الإعفاء من الخدمة العسكرية، لكن المحكمة العليا قطعت عليه الطريق في 25 يونيو الماضي بإصدار قرار بإلزام الحريديم التجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.


تاريخ إعفاء الحريديم


يعود إعفاء الحريديم إلى الأيام الأولى لتأسيس إسرائيل في 1948 حينما أعفى الاشتراكي ديفيد بن غوريون -الذي كان أول رئيس للوزراء- نحو 400 طالب من الخدمة العسكرية ليتسنى لهم تكريس أنفسهم للدراسة الدينية.

وكان بن غوريون يأمل من خلال ذلك إبقاء المعرفة والتقاليد اليهودية حية بعد أن كادت تُمحى خلال ما تعرف بالمحرقة النازية (الهولوكوست).

وأصبحت الإعفاءات ومنذ ذلك الوقت مصدر إزعاج متزايد مع توسع الطائفة سريعة النمو لتشكل أكثر من 13% من سكان إسرائيل، وهي نسبة من المتوقع أن ترتفع إلى نحو ثلث السكان في غضون 40 عاما بسبب ارتفاع معدل النمو السكاني بينهم.