تشهد مصر زيادة ملحوظة في الإقبال على شراء السيارات المستعملة مقارنة بالسيارات الجديدة، ويعزى هذا الاتجاه لعدة عوامل اقتصادية واجتماعية أثرت على خيارات المستهلكين.
أحد الأسباب الرئيسية لزيادة الإقبال على السيارات المستعملة هو ارتفاع أسعار السيارات الجديدة بشكل كبير، حيث تسببت التغيرات الاقتصادية العالمية والتضخم وزيادة أسعار المواد الخام في رفع تكلفة إنتاج السيارات، مما انعكس على أسعار البيع.
هذا الوضع جعل الكثير من المصريين غير قادرين على تحمل تكلفة السيارات الجديدة، فاتجهوا نحو السوق المستعملة كبديل أكثر توفيرًا.
السبب الثاني يتمثل في الأوضاع الاقتصادية المتقلبة التي يعيشها العديد من المصريين. مع انخفاض معدلات الدخل وزيادة البطالة، أصبح من الصعب على الكثيرين تمويل شراء سيارة جديدة، لذلك، يلجأ العديد منهم إلى شراء سيارات مستعملة تلبي احتياجاتهم اليومية بكلفة أقل.
أيضًا، توفر السوق المستعملة خيارات متنوعة تناسب جميع الميزانيات، ويمكن للمشترين العثور على سيارات مستعملة بحالة جيدة وأسعار معقولة، ما يجعلها خيارًا جذابًا للأفراد الذين يبحثون عن قيمة مقابل المال، إضافة إلى ذلك، تتوفر العديد من السيارات المستعملة الموثوقة من ماركات معروفة، مما يزيد من ثقة المشترين في هذا السوق.
من الناحية الاجتماعية، يعتبر شراء سيارة مستعملة أقل مجازفة مقارنة بشراء سيارة جديدة. حيث يمكن للمشترين الاطلاع على تقييمات وآراء المستخدمين السابقين، والتأكد من تاريخ السيارة وصيانتها قبل اتخاذ قرار الشراء، وهذا الأمر يقلل من مخاطر الحصول على سيارة بها عيوب مصنعية أو مشاكل تقنية.
ختامًا، يمكن القول إن الإقبال على شراء السيارات المستعملة في مصر يعكس توجهات اقتصادية واجتماعية متعددة، من بينها ارتفاع أسعار السيارات الجديدة والضغوط الاقتصادية على الأفراد. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل القريب مع استمرار الظروف الاقتصادية الحالية.