تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن العام في أوروبا، حيث أصبحت دوريات الشرطة التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة تجوب الشوارع في العديد من المدن الأوروبية.
تتضمن هذه الدوريات طائرات بدون طيار، وكاميرات مراقبة ذكية، وأنظمة تحليل البيانات المتقدمة، مما يعزز من قدرة الشرطة على الاستجابة بسرعة وفعالية للحوادث المختلفة.
الطائرات بدون طيار المزودة بكاميرات عالية الدقة وأجهزة استشعار متعددة تلعب دورًا مهمًا في مراقبة الأماكن العامة، والكشف عن الأنشطة المشبوهة، والمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ. هذه الطائرات تستطيع إرسال بث مباشر إلى مراكز التحكم، مما يمكن الضباط من اتخاذ قرارات سريعة بناءً على المعلومات الفورية.
الكاميرات الذكية المنتشرة في الشوارع قادرة على التعرف على الوجوه وتحديد الأشخاص المطلوبين، بالإضافة إلى تحليل سلوكيات الأشخاص والمركبات لاكتشاف الأنشطة غير المعتادة.
تستخدم هذه الكاميرات خوارزميات معقدة للذكاء الاصطناعي لتحليل الصور والفيديوهات، مما يسهم في الوقاية من الجرائم قبل وقوعها.
إلى جانب ذلك، تُستخدم أنظمة تحليل البيانات المتقدمة لجمع وتحليل كميات كبيرة من المعلومات من مصادر متعددة، مثل تقارير الحوادث وبيانات الاتصالات. تُمكّن هذه الأنظمة الشرطة من التعرف على الأنماط والتوجهات في النشاط الإجرامي، وتحديد المناطق ذات المخاطر العالية، وتخصيص الموارد بشكل أكثر فعالية.
تكامل هذه التقنيات الحديثة يساهم في تعزيز كفاءة وفعالية الشرطة في الحفاظ على الأمن والنظام العام. بالإضافة إلى ذلك، يوفر استخدام الذكاء الاصطناعي في دوريات الشرطة فوائد عديدة، مثل تقليل الوقت المستغرق في التحقيقات وزيادة معدل الكشف عن الجرائم. ومع ذلك، يثير استخدام هذه التكنولوجيا أيضًا بعض المخاوف المتعلقة بالخصوصية وحقوق الإنسان، مما يستدعي وضع قوانين وإجراءات تنظيمية لضمان الاستخدام المسؤول والأخلاقي لهذه التقنيات.