كتب - محمد أبوزيد :
فجأة دبت الحركة في الدور الأرضي بنقابة الصحفيين، عمال هنا، وعمال هناك، وأخشاب وديكورات ومعدات، وفي وقت قصير للغاية تم ولأول مرة عمل ديكور جديد ومختلف لحفل توزيع جوائز التفوق الصحفي.
كان الحفل يتم كل عام كتقليد نقابي عريق، دأبت عليه النقابة منذ عشرات السنين بشكل مبهج، ففيه هذا اليوم، يتم توزيع جوائز التفوق الصحفي في كل فروع العمل الصحفي، يرتدي الصحفيون الفائزون حُلات أنيقة، ويتلسمون دروع وشهادات تقدير وشيكات بنكية بقيمة الجائزة، وسط تصفيق الحضور.
هذا العام كان مختلفا، ديكور، مختلف، إضاءة مختلفة، حضور طاغي لرموز العمل الصحفي و النقابي، ولأول مرة وزراء حاليون يحضرون الحفل، وعدد كبير من القنوات الفضائية ينقلون وقائع الحفل علي الهواء، وسيارات البث المباشر أمام سلالم نقابة الصحفيين.
ما علاقة المتحدة بنقابة الصحفيين؟
تنظيم الحفل بهذه الطريقة المبهرة، أدهش قطاعات كبيرة من الصحفيين، وشعر عدد كبير منهم بالزهو والفخر، إلا أن أعداد كبيرة أخرى توقفت عند لافتة الشركة المتحدة التي تم تعليقها على ديكورات الحفل، الحفل بالكامل كان تحت رعاية الشركة المتحدة المملوكة للأجهزة السيادية للدولة، وهو جعل البعض يطرح عددا من علامات الاستفهام ومنها.
ما علاقة الشركة المتحدة بنقابة الصحفيين، أليست الشركة مملوكة للدولة، والنقابات المهنية وعلى رأسها نقابة الصحفيين ليست جهة حكومية، وإنما هي كيانات مستقلة، فلا هي هيئات حكومية ولا شبه حكومية، وفي نفس الوقت هي ليست أحزابا ولا جهات معارضة.
أليس من الوارد أن تؤدي الرعاية المادية الإعلامية للشركة المتحدة في يؤدي ذلك لتدخل ما تختلف أشكاله أو درجاته في شئون نقابة الصحفيين، ومواقفها، التي ليست بالضرورة أن تكون مواقف متسقة أو منساقة لوجهة نظر السلطة أو الحكومة.. كان هذا هو السؤال الثاني الذي طرح نفسه.
بينما كان السؤال الثالث هو ماذا تريد الشركة المتحدة من نقابة الصحفيين حتى تتبنى حفل جوائز التفوق الصحفي ماديا إعلاميا، هل هو لوجه الله؟؟
هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على نقيب الصحفيين خالد البلشي الذي أجاب عليها بكل شفافية وبكل صدر رحب وبكل هدوء ودون أي تردد أو تكلف
ماذا قال البلشي؟؟
وكان نقيب الصحفيين قد كشف خلال حفل توزيع الجوائز أن الشركة المتحدة التي رعت حفل النقابة كانت قد تكفلت بعلاج صحفية أصيبت بتهتك في الرئة إثر حادث أليم، وتكلف علاجها مئات الآلاف من الجنيهات، وقدم لها الشكر على هذا تلك اللفتة الإنسانية ،
وكانت تلك الخطوة من المتحدة قد اثارت إعجاب وتقدير قطاعات كبيرة من الصحفيين، وظهر ذلك في تعليقاتهم على منصات التواصل الاجتماعي.
وفيما يتعلق بباقي الأسئلة قال البلشي أن الوزراء الذين حضروا حفل توزيع جوائز نقابة الصحفيين لم يحضروا من أجل الشركة المتحدة ولكن حضروا بدعوات شخصية منه، وأضاف البلشي في حديثه مع "المصير" أن الشركة المتحدة لم يكن لها دور في علاج الصحفية التي أصيب في حادث مميت فقط ولكن ساهمت في علاج صحفيين آخرين تجاوزت تكلفة علاج الواحد منهم مئات الآلاف من الجنيهات.
وفيما يتعلق بالفصل بين المتحدة ك ممثلة للدولة وبين استقلالية نقابة الصحفيين قال النقيب :لم يصعد أحد من الشركة المتحدة منصة توزيع الجوائز، ويكفي أن كل القنوات المملوكة للمتحدة نقلت كلمتي في الحفل دون اجتزاء بما فيها حديثي عن الصحفيين المحبوسين وهذا أمر في غاية الأهمية.. هكذا علق البلشي.
وأضاف :قيمة جوائز التفوق الصحفي هذا العام تجاوزت المليون جنيه، والشركة المتحدة هي التي مولت هذه الجوائز، فهل أمولها من أموال النقابة؟ تسائل البلشي ثم أجاب، الأولى أن اعالج بهذا المبلغ الصحفيين، وبالتالي وفرت علينا المتحدة هذا المبلغ الكبير.
ولفت البلشي إلى أن المتحدة تمثل الدولة وهو كنقيب صحفيين من بين أدواره التواصل مع الدولة، فهو نقيب لمن انتخبوه ومن لم ينتخبوه