رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

أسرار صفقة الـ 60 يوم بين حماس وإسرائيل

المصير

الثلاثاء, 23 يناير, 2024

06:20 م

قدمت إسرائيل إلى حركة «حماس»، اقتراحًا (من خلال وسطاء مصريين وقطريين)، يتضمن وقفًا للقتال لمدة تصل إلى شهرين كجزء من اتفاق متعدد المراحل يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين المحتجزين في قطاع غزة، فيما لا يتضمن الاقتراح اتفاقًا لإنهاء الحرب، إلا أنها أطول فترة لوقف إطلاق النار عرضتها إسرائيل على حماس منذ بداية الحرب، في الـ7 من أكتوبر الماضي، حسبما ذكر مسؤولان إسرائيليان لموقع «أكسيوس» الأمريكي.

وقف إطلاق النار في غزة

وقال مسؤولون أمريكيون، إن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق قد يكون هو السبيل الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة، مضيفين: أن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي وافق قبل عشرة أيام على معايير اقتراح جديد لصفقة الرهائن، والتي تختلف عن الصفقات السابقة التي رفضتها حماس، مشيرين إلى أنهم ينتظرون رد حماس، لكنهم أكدوا أنهم متفائلون بحذر بشأن القدرة على إحراز تقدم في الأيام المقبلة.

وبحسب الاقتراح الإسرائيلي، فإن الصفقة ستشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين على قيد الحياة وعودة جثث الرهائن القتلى على عدة مراحل، وفقًا لموقع «أكسيوس».

وأضاف المسؤولون، أن المرحلة الأولى ستشهد إطلاق سراح النساء والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا والرهائن الذين هم في حالة طبية حرجة، فيما ستشمل المراحل التالية إطلاق سراح المجندات والرجال الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا من المدنيين ثم الجنود الإسرائيليين وجثث الرهائن.

وفي هذا الصدد قال إبراهيم الدراوي الصحفي المتخصص في الشأن الفلسطيني الإسرائيلي، إنه من المتوقع أن يكون الجانب الإسرائيلي قد أخذ من الرؤية المصرية التي طرحتها القاهرة مؤخرًا، والتي أشارت إلى ثلاث مراحل لحل القضية الفلسطينية.

وتابع الدراوي أن المرحلة الأولى للمبادرة التي طرحتها القاهرة، كانت تشمل إطلاق سراح الأسرى السيدات وكبار السن وكذلك المجندات والمرضى والأطفال يليها وقف طويل لإطلاق النار يصل لعدة أشهر، بعدها يتم الحديث عن إطلاق سراح جميع الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية مقابل تبييض السجون الإسرائيلية.

ويعتقد أن الرؤية المصرية للقضية الفلسطينية تعد بمثابة خارطة طريق حقيقية لحلها، إذ تتضمن البدء بإطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين، ثم الانتقال إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وبالفعل وافقت المقاومة الفلسطينية على هذا الطرح، بينما رفضه الجانب الإسرائيلي، وذلك لأن الموافقة عليه ستؤدي إلى سقوط حكومة الاحتلال.

وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلي عدل على هذه الرؤية، وأرسلها للوسيط القطري والجانب المصري، إذ اشترط أولًا طرد قيادات حماس كـ "يحيى السنوار" و "محمد الضيف" إلى الخارج، ثانيًا عدم إطلاق سراح كل الأسرى في السجون الإسرائيلية، مؤكدًا رفض حماس لهذه الشروط.

وأوضح الصحفي المتخصص في الشأن الفلسطيني الإسرائيلي، أن المبادرة التي طرحها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشير إلى تدهور الوضع في تل أبيب، وما هي إلا حلًا للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه مع الإسرائيلين، خاصة أهالي الأسرى لدى حماس.

كما تأزم الموقف أمس، بعدما قُتل نحو 24 جندي إسرائيلي وإصابة وفقد العشرات من المهندسين الذين كانوا يفخخون عشرة منازل بكميات كبيرة من المتفجرات، بحسب الدراوي، الذي أكد وجود حالة من الغضب لدى الشعب الإسرائيلي ضد الحكومة وما تقدمه من مبادرات.

ويرى الصحفي المتخصص في الشأن الفلسطيني الإسرائيلي، أن المقاومة الفلسطينية تصر على شروطها التي تمثلت في الإفراج عن الكل مقابل الكل، وخروج جميع قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، وعودة المواطنين الفلسطينيين إلى القطاع، فضلًا عن إدخال مساعدات بكميات كبيرة، وأيضًا ضمان إعادة إعمار قطاع غزة.


وبناءً على ذلك، فإن الظروف الحالية مهيئة لتطبيق سيناريو المقاومة الفلسطينية لوقف إطلاق النار، مشيرًا لسعي الولايات المتحدة لذلك أيضًا.