مؤتمر الأوعية الدموية
كتبت: إنجي صبحي
شهدت القاهرة مؤخراً انطلاق مؤتمر الجمعية المصرية لجراحة بط الأوعية الدموية، بمشاركة واسعة من الأطباء والخبراء المتخصصين من مصر وخارجها. يهدف المؤتمر إلى تقديم ورش عمل ودورات تدريبية متخصصة في أمراض الدم والأوعية الدموية، في إطار من التعاون بين الجمعية المصرية والمجلس القومي للمرأة لرفع الوعي الصحي والوقاية من أمراض الدم التي تزداد انتشاراً، لا سيما بين النساء.
أمراض الأوعية الدموية والتحديات الصحية
تشمل أمراض الأوعية الدموية مجموعة واسعة من الحالات التي تصيب الشرايين والأوردة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، والجلطات الدموية، مما يتسبب في مشكلات صحية تتراوح بين الألم في الأطراف إلى انسداد الشرايين. وأوضح الدكتور أسامة النحاس، عضو الجمعية، أن الجمعية تسعى من خلال المؤتمر إلى تعزيز الوعي بهذه الأمراض وتوفير الدعم للمصابين وأسرهم، إلى جانب تقديم التعليم الطبي المستمر للمهنيين.
وأضاف النحاس أن أمراض الأوعية الدموية تتنوع من دوالي الأوردة التي تصيب حوالي 25% من البالغين إلى أمراض القلب التي تؤثر سنوياً على نحو 17 مليون شخص حول العالم. كما تتأثر نسب الإصابة بتلك الأمراض بعوامل عدة منها العمر، الجنس، والوراثة، مما يؤكد ضرورة المتابعة الطبية الدورية والتوعية المستمرة للحفاظ على الصحة العامة.
التكنولوجيا والابتكار في الجراحة: مقارنة بين مصر وأوروبا
من جانبه، تحدث الدكتور أحمد طه الاستاذ ب القصر العيني عن التفاوت في الإمكانيات بين مصر وأوروبا، مؤكداً أن المستشفيات الأوروبية تتمتع بتكنولوجيا متطورة مثل الروبوتات الجراحية، وأنظمة التصوير الحديثة، التي تعزز من دقة العمليات الجراحية. وأشار إلى أن أوروبا تستثمر بشكل كبير في البحث العلمي وتطوير التقنيات الطبية، بينما تسعى مصر جاهدةً لمواكبة هذا التقدم رغم نقص الموارد.
التعاون الدولي ومشاركة الخبرات
شارك في المؤتمر أكثر من 80 خبيراً و120 طبيباً، بالإضافة إلى وفود من دول أوروبية وعربية مثل السعودية والجزائر، لتبادل الخبرات ومناقشة أحدث التطورات في مجال جراحة الأوعية الدموية. وأوضح الدكتور تامر فكري أن الجمعية تنظم حوالي 30 جلسة علمية تتناول موضوعات متعددة منها أمراض الأوردة، السكري، والغدد الليمفاوية. ويأتي هذا التعاون بمشاركة جمعيات دولية مثل الجمعية البرتغالية، الفرنسية، والتونسية لجراحة الأوعية الدموية.
دور الجمعية في تطوير العلاج والتوعية
أشار الدكتور محمد حسني، نائب رئيس الجمعية، إلى أن الجمعية تعمل سنوياً على تقديم الجديد في جراحات الأوعية الدموية، حيث تضمن مؤتمر هذا العام ما يزيد عن 25 ورشة عمل، حاصلة على أكثر من 22 ألف نقطة تعليمية، موجهة لشباب الأطباء لتعزيز معرفتهم بأساليب العلاج الحديث. وأضاف أن المؤتمر يتضمن نقاشات حول التقنيات الجديدة ودور الأجهزة المتطورة في تحسين الرعاية الجراحية للمرضى، مؤكداً على أهمية إدخال أساليب علاجية مبتكرة مثل الدعامات البديلة.
التحديات المحلية والتطلعات المستقبلية
وعلى الرغم من الإنجازات الملحوظة، أكد الدكتور رشاد بشارة أن جراحة الأوعية الدموية في مصر تواجه تحديات عدة بسبب نقص الإمكانيات والأطباء المتخصصين. وأشار إلى أن المستشفيات الأوروبية غالباً ما تكون مجهزة بأحدث الأجهزة، بينما تفتقر العديد من المستشفيات المصرية لبعض هذه الإمكانيات نتيجة نقص التمويل وتفاوت مستويات التدريب.
واختتم المؤتمر بتأكيد الجمعية على أهمية مواصلة الجهود لتحسين الخدمات الصحية في مصر، وتطوير الكوادر الطبية لمواكبة التطور العالمي، بما يضمن جودة الرعاية الصحية ويعزز من مكانة الطبيب المصري عالمياً.