مرض ثقب القلب عند الأطفال، أو العيب الحاجزي، هو حالة قلبية ناتجة عن وجود فتحة غير طبيعية في الحاجز الذي يفصل بين غرف القلب الأربعة. هذه الحالة قد تكون خلقية، أي موجودة منذ الولادة، وتؤثر على تدفق الدم في القلب مما يؤدي إلى مشكلات صحية متنوعة.
ينقسم العيب الحاجزي إلى نوعين رئيسيين: عيب الحاجز الأذيني (ASD) وعيب الحاجز البطيني (VSD). في حالة عيب الحاجز الأذيني، توجد فتحة بين الأذينين الأيمن والأيسر، مما يؤدي إلى تدفق دم زائد إلى الأذين الأيمن. أما في حالة عيب الحاجز البطيني، فتوجد فتحة بين البطينين الأيمن والأيسر، مما يسبب تدفق دم زائد إلى البطين الأيمن.
تختلف أعراض ثقب القلب حسب حجم الفتحة وموقعها. قد لا يظهر على بعض الأطفال أي أعراض واضحة ويتم اكتشاف الحالة بالصدفة أثناء الفحوصات الطبية. وفي حالات أخرى، قد يعاني الطفل من التعب السريع أثناء اللعب، ضيق في التنفس، تأخر في النمو، أو تكرار التهابات الجهاز التنفسي.
يعتمد علاج ثقب القلب على نوع الفتحة وحجمها وحالة الطفل العامة. في الحالات الصغيرة، قد يغلق الثقب تلقائيًا دون الحاجة إلى تدخل طبي. أما في الحالات الكبيرة أو المعقدة، فقد يتطلب العلاج إجراء جراحة لإغلاق الفتحة أو استخدام تقنيات القسطرة القلبية لسد الثقب بجهاز خاص.
يعتبر التشخيص المبكر والمتابعة الطبية المستمرة أمرًا حيويًا لضمان صحة الطفل وسلامته. يستخدم الأطباء تقنيات تصوير مثل الأشعة السينية، وتخطيط صدى القلب (إيكو)، والقسطرة القلبية لتقييم حالة القلب وتحديد أفضل خطة علاجية.
بشكل عام، يمكن لمعظم الأطفال الذين يعانون من ثقب القلب أن يعيشوا حياة طبيعية وصحية بعد العلاج، شريطة الالتزام بمتابعة طبية منتظمة والامتثال لتوجيهات الأطباء.