تصريح صادم يعكس الانقسام العميق في السياسة الإسرائيلية، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت وزير الأمن القومي الحالي إيتمار بن غفير بأنه "إرهابي". هذا الوصف يسلط الضوء على شخصية بن غفير المثيرة للجدل باعتباره من أكثر الشخصيات تطرفاً في تاريخ دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويعري الوجه الحقيقي لحكومة اليمين المتطرف التي يترأسها بنيامين نتنياهو.
من هو إيتمار بن غفير؟
إيتمار بن غفير هو سياسي ومحامٍ يميني متطرف، يتزعم حزب "عوتسما يهوديت" (القوة اليهودية). ارتبط اسمه منذ شبابه بحركة "كاخ" الإرهابية، التي تم حظرها دولياً بسبب سياساتها الداعية إلى التطهير العرقي ضد الفلسطينيين. وعلى الرغم من حظر الحركة، ظل بن غفير متمسكاً بأفكارها المتطرفة.
بن غفير يشتهر بمواقفه العنصرية، التي تتضمن دعوات لطرد الفلسطينيين من أراضيهم وتصعيد التوتر في المسجد الأقصى. كما عُرف بحمله لصورة الإرهابي باروخ غولدشتاين، منفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي، واعتبره قدوة. مواقفه هذه جعلته رمزاً للعنصرية والتطرف في إسرائيل، حتى أن العديد من الإسرائيليين أنفسهم يعتبرونه تهديداً للديمقراطية في الدولة.
أولمرت: بن غفير إرهابي بلا جدال
في تصريحاته الأخيرة، أكد إيهود أولمرت أن بن غفير يستخدم موقعه كوزير للأمن القومي لتوسيع نفوذه وضغطه على بنيامين نتنياهو. وقال أولمرت:
> "بن غفير إرهابي، وأنا أصفه بذلك بكل تأكيد. زيارته للمسجد الأقصى لم تكن إلا محاولة للضغط على نتنياهو."
وأضاف أن نتنياهو لا يتصرف بناءً على تحليل منطقي لمصالح إسرائيل، بل يخضع لضغوط الحلفاء المتطرفين في حكومته، مثل بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
حكومة اليمين المتطرف: بين القمع والفوضى
حكومة نتنياهو الحالية تُعدّ الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل. تضم شخصيات متشددة تسعى إلى فرض سياسات قمعية ضد الفلسطينيين، مثل تعزيز الاستيطان، زيادة الاعتقالات، وهدم المنازل. بن غفير كان أحد المحرضين الرئيسيين لاستمرار الحرب في غزة، حيث وصفها أولمرت بأنها "تعزز من قوة المتطرفين وتزيد من خطورة الأوضاع".
اتهم أولمرت نتنياهو باتباع سياسات غير مهنية، مشيراً إلى احتمالية شن ضربة عسكرية ضد إيران بدوافع سياسية وليس استراتيجية. هذه السياسات تهدف إلى الحفاظ على استقرار ائتلافه الحكومي الهش، لكنها تُعرض إسرائيل لمخاطر غير محسوبة على المستويين الداخلي والخارجي.
صعود التطرف ومستقبل إسرائيل
شخصيات مثل بن غفير تمثل اتجاهاً جديداً في السياسة الإسرائيلية، حيث أصبح التطرف العنصري والممارسات القمعية سياسة رسمية. ولكن هذه السياسات لا تهدد الفلسطينيين وحدهم، بل تُعرض إسرائيل لعزلة دولية متزايدة وتُفاقم الانقسامات الداخلية.
بن غفير ليس مجرد سياسي متطرف، بل يمثل نموذجاً لسياسات الاحتلال العنصرية التي تنتهك حقوق الإنسان الفلسطيني وتسعى لتكريس الاحتلال. ومع ذلك، تظل المقاومة الفلسطينية شوكة في خاصرة الاحتلال، وتؤكد أن إرادة الشعوب لا تُهزم مهما تصاعدت ممارسات القمع والتطرف.