رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

"فاكهة النساء" التي تقود إلى النار!

المصير

الإثنين, 23 ديسمبر, 2024

11:46 ص

أحبها الناس بشراهة في زماننا هذا.. تفننوا في طريقة أكلها في كل زمان ومكان.. أصبحت تسليهم في أوقات فراغهم، رغم أن الله حرمها في كتابه الكريم ووصف آكلها بأبشع صفة.. إنها الغيبة التي نهانا عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه: "لَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ".

وهى من صفات المفلس التي ذكرها النبي الكريم في حديثه: "إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار".

ووصفها الحسن البصري بأنها "فاكهة النساء" وأصبحت فاكهة للكل رجالا كانوا أم نساء.


تعريف الغيبة

الغيبة من الغَيْب وهو كل ما غاب عنك, وسميت الغيبة بذلك لغياب المذكور حين ذكره الآخرون، وعرفها النبي (ص) بقوله: "أتدرون ما الغيبة؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "ذكرك أخاك بما يكره".

الفرق بين الغيبة والبهتان والإفك:

بّين النبي الفرق بين الغيبة والبهتان, ففي الحديث "قيل: أرأيت إن كان فيه ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته", وفي حديث عبد الله بن عمرو أنهم ذكروا عند رسول الله رجلاً فقالوا: لا يأكل حتى يُطعم, ولا يَرحل حتى يُرحل, فقال النبي: "اغتبتموه" فقالوا: يا رسول الله: إنما حدثنا بما فيه قال: "حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه".
والبهتان: "إنما يكون في الباطل كما قال الله: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا"، والبهت قد يكون غيبة، وقد يكون حضورًا، وقال النووي: "وأصل البهت أن يقال له الباطل في وجه".

وقال الحسن البصري: الغيبة ثلاثة أوجه كلها في كتاب الله: الغيبة والإفك والبهتان فأما الغيبة فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه، وأما الإفك فأن تقول فيه ما بلغك عنه، وأما البهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه.

حكم الغيبة  

الغيبة حرام بإجماع أهل العلم كما نقل ذلك النووي واختلف العلماء في عدها من الكبائر أم الصغائر، وقد نقل القرطبي الاتفاق على كونها من الكبائر لما جاء فيها من الوعيد الشديد في القرآن والسنة ولم يعتد بخلاف بعض أهل العلم ممن قال بأنها من الصغائر، والقول بأنها من الكبائر هو قول جماهير أهل العلم.

 

فأصحاب تلك الألسنة أحدثوا بدعًا وأُدموا أفئدة، وتقطعت أرحامهم وتحطمت أوصالهم، وبسبب ألسنتهم طلقت أمهات وقذفت محصنات، وانتهكت الأعراض فعلينا أن نعف ألسنتنا عن ذلك.. وقديما قال الشاعر:

يموت الفتى مـن عثـرة بلسانـه *** وليس يموت المرء من عثرة الرِجل