ظهر أحمد، نجل الداعية الإسلامي الشهير الشيخ محمد حسان، في فيديو مُصوَّر بالأمس يطمئن متابعيه قائلًا: "أنا أحمد نجل الشيخ محمد حسان وأحب أن أطمئنكم أنني بخير، كما أن والدي بخير، ونسألكم الدعاء". جاء هذا الفيديو ليدحض تمامًا الشائعات التي انتشرت في اليوم السابق، والتي زعمت أن أحمد قد تم القبض عليه في منطقة أكتوبر متلبسًا بحيازة مخدرات وسلاح أبيض. هذه الإشاعة التي أثارت جدلًا واسعًا، أثبتت أنها عارية عن الصحة، لكن ما يثير التساؤل هنا هو من يقف وراء تسريب هذه الشائعة وما هي دوافعه؟.
https://x.com/ahmad7assan/status/1856068365443575986?t=J0OYtzmvKvoYclI3H4RQ6w&s=08
تصريحات أمنية غامضة أثارت الشكوك
بدأت القصة عندما أعلنت الأجهزة الأمنية عن القبض على نجل داعية "شهير" في منطقة أكتوبر، بعد أن اشتبهت في تصرفاته أثناء قيادته للسيارة، ليُكشف لاحقًا عن حيازته مواد مخدرة وسلاح أبيض. المثير في الأمر أن الأجهزة الأمنية لم تذكر صراحة اسم الداعية أو اسم ابنه، بل أشارت فقط إلى الأحرف "م ح". هنا بدأت التكهنات تتزايد على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سارع بعض الصفحات إلى تأكيد أن الشخص المقصود هو نجل الشيخ محمد حسان، رغم أن هناك دعاة آخرين تبدأ أسماؤهم بالأحرف ذاتها.
انقسام بين الشامتين والداعمين
لم تلبث الأخبار أن انتشرت حتى انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى فريقين؛ فريق من الحسابات الإخوانية التي أبدت شماتة واضحة تجاه الشيخ حسان، بسبب مواقفه المتحفظة من اعتصام رابعة وعدم دعمه للإخوان، وفريق آخر رفض التصديق مؤكدًا على نزاهة أحمد نجل الشيخ، والتزامه الديني وحفظه للقرآن، معتبرين أنه من المستحيل أن يكون قد تم القبض عليه في قضية مخدرات.
الإعلام ينقل الشائعات دون تحقيق
لم يتوقف الأمر عند مواقع التواصل الاجتماعي، بل سرعان ما تناقلت الصحف والمواقع الإلكترونية الخبر دون تأكيد رسمي من الجهات الأمنية، بينما خصص برنامج "الحكاية" للإعلامي عمرو أديب فقرةً للحديث عن الموضوع، مما زاد من حالة الجدل حول مصداقية المعلومات المنتشرة. هذه السرعة في التناول الإعلامي لخبر غير مؤكد دفعت البعض إلى التساؤل حول الأجندات الخفية وراء نشر مثل هذه الشائعات.
علاقة يحيى السنوار بالموضوع
في سياق محاولة فهم أبعاد القصة، قد يكون من المفيد النظر إلى دور الشيخ محمد حسان في القضايا السياسية الراهنة. فقد كان للشيخ حسان موقف واضح تجاه حرب غزة الأخيرة، حيث أظهر تأثره الشديد بالمجازر التي ترتكب هناك، وأشاد علنًا بالقيادي الحمساوي يحيى السنوار الذي اغتالته إسرائيل مؤخرًا، معتبرًا إياه شهيدًا في ميدان المعركة. هذا الموقف الواضح في دعم المقاومة، رغم كونه سلميًّا، قد لا يروق لبعض الأطراف المقربة من السلطة، خاصةً في ظل التعقيدات الإقليمية والعلاقات بين بعض الحكومات وحركة حماس. هنا قد يكون تسريب اسم نجل الشيخ حسان، حتى وإن كان مجرد شائعة، محاولة للضغط على الشيخ أو تصفية حسابات سياسية معه.
هل هناك داعية آخر متورط أم أن القصة مختلقة بالكامل؟
يطرح التساؤل أيضًا حول ما إذا كان هناك داعية آخر قد تورط ابنه في قضية مماثلة، أم أن القصة مختلقة من الأساس؟ في ظل عدم وجود بيان رسمي واضح من الأجهزة الأمنية، يصبح من الصعب الجزم بحقيقة ما حدث. لكن المؤكد أن التسريبات والشائعات وُظفت في هذه الحالة كأداة لتحقيق مكاسب معينة، سواءً كانت تتعلق بتصفية حسابات مع الشيخ حسان شخصيًا، أو لإثارة الجدل حول شخصيات دينية ذات شعبية.
https://youtu.be/yTtWT0eu1LI?si=u8uB4VExbBY1zA9v
، تكشف هذه القصة عن أهمية توخي الحذر قبل تصديق الأخبار غير المؤكدة، لا سيما عندما تتعلق بشخصيات عامة تمتلك تأثيرًا دينيًا واجتماعيًا كبيرًا. كما تؤكد هذه الواقعة الحاجة إلى تدقيق الأخبار وتجنب نقل الشائعات التي قد تكون مدفوعة بأجندات شخصية أو سياسية.