سيناريو وإن كان محتملا فإن القلوب والعقول والنفوس السوية ترفضه حتى في أسوأ كوابيسها وهو أن تخسر المقاومة الحرب تحت وطأة الإجرام الصهيوني والتآمر الدولي والصمت العربي،وهو الأمر الذي استدعى طرح السؤال الثقيل على النفس، ماذا لو خسرت المقاومه الحرب وانتصرت إسرائيل؟كيف سيكون شكل المنطقة، وماذا سيحدث للقدس و الأقصى والقضية الفلسطينية؟
يرى جميل عادي الباحث السياسي الفلسطيني أن المقاومة الفلسطينيه لن تخسر لأنها تمثل الحق والعدل ، لأنها تمثل الشعب والإنسانية، لأنها تريد الحرية والاستقلال وإنهاء الإحتلال، مؤكدا أن المقاومة باقية في قلوب كل الشعب الفلسطيني رغم الدمار والقتل.
واستشهد الدكتور عادي في تصريحاته ل"المصير"، بمشهد لإمراة من بين الركام تقول "لن ارحل من فلسطين، وسأكون صابرة وصامدة من بين الركام وأنا وأبنائي وأهلي فداءا لفلسطين والأقصى".
ولفت الباحث السياسي إلى أن هناك حديث يدور عن مرحلة ما بعد العدوان علي غزة وإنهاء إطلاق النار وإعادة إعمار غزة ومن سيحكم ويدير غزة بعد الحرب، وهناك العديد من التقارير والمناقشات دارت في الغرف المغلقة عن هذه المرحلة وهناك العديد من الاقتراحات والبدائل.
وأكد عادي أن من يتحكم في قطاع غزة هو أهله وحدهم، ولن تأتي سلطة للحكم دون إنهاء الاحتلال وعوده جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى ما قبل السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، أي العودة إلى قواعدهم، والبدء في إعمار قطاع غزة، وإيجاد بيئة خالية من الدمار والجوع والقتل وإنهاء المعاناة للبدء في سيناريو من سيحكم قطاع غزة.
وكان للباحث السياسي رأي محايد يقف أمام هذا العدوان وهو الانتخابات التي تعتبر الحل الوحيد بعد أن تضع الحرب أوزارها، وأن تكون المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام هو أساس الطريق لتحرير فلسطين والنجاة من البطش والعدوان المتواصل وتوحيد الصفوف من أجل أن يكون هناك ممثل شرعي للشعب الفلسطيني ويتحدث باسمه في حالات الحرب والسلم.
وأضاف الدكتور عادي أن الوضع في غزة وفلسطين بشكل عام صعب وخطير في ظل هجوم غير مسبوق من آلات الحرب الإسرائيلية على شعب أعزل، بما فيه من الأبرياء والأطفال والنساء، حيث تم تدمير كل شيء فلا يوجد مساجد ولا كنائس ولا مدارس ولا مستشفيات ولا بيوت ولا شجر ولا حجر سلم من حالة البطش الإسرائيلية، وتم تدمير كل شيء، وهناك تطهير عرقي وجرائم حرب كل دقيقه ترتكبها إسرائيل في فلسطين حتى في تعاملهم مع الأسرى وتعرية أجسادهم وتصديرها إلى الرأي العام الإسرائيلي، على أنه انتصار قتلت فيه الأطفال والنساء ودمرت ٩٥٪ من غزة مع إغلاقات ومداهمات وتضييقات فى الضفة الغربية.
وأشار إلى أن الانتصار بلغة إسرائيل هو استخدام القوة والبطش والعنف ولا يوجد هناك عقلاء بإسرائيل لأن السلام هو من يجلب الأمن والاستقرار لها أولا ثم إلى المنطقة والعالم بأسره.