رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

مختار محمود يكتب: عوالم سعد الدين الهلالي!

المصير

الثلاثاء, 3 سبتمبر, 2024

07:59 م


للأستاذ الأزهري سعد الدين الهلالي عوالمُ يُخاطبها ويُغازلها. عاش الرجل سبعين عامًا كاملة؛ ما جعله قادرًا على تحديد أهدافه وتصويب رمياته بدقة متناهية؛ كأنه "ميسي" أو "رونالدو". تجاوز فقيه العصر إشكالية القفز على الترند وصناعته إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير.عضويتُه بالمجلس القومي للمرأة جعلته  متعاطفًا مع جنس النساء دون استثناء. يطرح "الهلالي" دينًا مائعًا ناعمًا. يستغل عجز الأزهر الشريف أمامه نفوذه الطاغي. الأزهر -الذي أقال من قبل أساتذة أقل أخطاءً وخطايا- لا يزال عاجزًا أمام أستاذ الفقه المقارن؛ فلا يستطيع عقابه ولا إيقافه ولا منع ظهوره. يتمرد "الهلالي" على ما اتفق العلماء وتعارف الناس عليه؛ لحاجات في نفس يعقوب قضاها ويقضيها وسوف يقضيها. في هذه الفترة..ليس هناك أسهل من الخوض في الإسلام والعبث بثوابته واللهو بأركانه. "الهلالي" يكاد يكون الأزهري الوحيد الذي تُفتح له كل الأبواب؛ لا لشيء إلا لأنه تمرد على الأزهر الشريف وخالفه وكسر قواعده وتقاليده وأعرافه. "الهلالي" ليس مشغولاً بالأزهر، ولكنه مشغول بإرضاء عوالمه الخاصة. اليوم مثلاً.. تلقى وسامًا رفيع المستوى من بطلة "سوق المتعة" و"لحم رخيص" و"الهلفوت" تشكره؛ لأنه دافع عنها بعد تصريحات مثيرة للجدل عن فريضة الصلاة، وتثني عليه؛ باعتباره عالمًا مستنيرًا خلوقًا، وتتمنى أن تكون هناك نسخ متشابهة منه. هذا هو هدف "الهلالي" ومُبتغاه. من قبل..أفتى "الهلالي" باستشهاد الراقصة، وحكم بمشروعية المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، وأسقط فرضية الحجاب، وأجاز زواج المحلل. كل شيء عند "الهلالي" مُتاح مُباح حلال. استفتِ نفسك، وإن كانت بالسوء أمَّارة. لو أفتتك نفسُك بأن ما اتفق العلماء المتقدمون والمتأخرون على تحريمه حلال، فبها ونعمت! شهادة التوحيد عند "الهلالي" ليست لازمة لاعتناق الإسلام، والصلاة عنده ليست لوقتها، وأيُّ شيء مُقدم عليها..وقس على ذلك فتاوى وآراء شاذة لا حصر لها.
قبل عشر سنوات بالتمام والكمال..أصدر مجمع البحوث الإسلامية بيانًا شدد فيه على أن "الهلالي" صاحب فكر ضال منحرف، وأنه دأب على مخالفة نصوص شرعية صريحة، ووصف فهمه لها بأنه "سقيم، كما تعمد الخروج على إجماع علماء المسلمين بأفكار ضالة منحرفة. وقال البيان يومئذ: إن "الهلالي" ينسب إلى علماء الإسلام ما لم يقولوه أو يفتوا به. كما إن علماء آخرين، ممن لم يستوطن الخوف قلوبهم، قالوا في "الهلالي" كلامًا كثيرًا، وأجمعوا على تهافت فتاواه، وتداعي آرائه. ورغم كل ما تقدم وتأخر..فإن قطار "الهلالي" لم يتوقف بعد، ولن يتوقف قريبًا حتى يقضي الله بأمر من عنده. إن أكثر السبل أمنًا وأمانًا في هذا الزمان هو العبث بالدين وتحطيم أركانه وثوابته؛ ولذا فإن "الهلالي" يشعر دون غيره بالأمان والدعة والاطمئنان!