كشف الصحفي إبراهيم الدراوي، المتخصص في الشؤون الفلسطينية، عن تطورات حاسمة في ملف التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس. وأكد الدراوي في تصريحات للمصير أن إسرائيل وافقت على عودة سكان شمال قطاع غزة إلى منازلهم تدريجيًا، بعد تلقيها قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حركة حماس بالإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى.
وأوضح الدراوي أن الصفقة تشمل أسماء بارزة من القيادات الفلسطينية مثل أحمد سعدات، مروان البرغوثي، وعبد الله البرغوثي. وستتم عملية الإفراج عنهم بشرط مغادرتهم فلسطين إلى وجهة لم يتم تحديدها بعد. وأضاف أن أهالي الأسرى أبدوا مرونة مع الوسطاء، حيث أعربوا عن استعدادهم لمرافقة أبنائهم في حال خروجهم إلى الخارج.
تفاصيل الاتفاق: مراحل التهدئة وصفقة الأسرى
الاتفاق المقترح بين الطرفين بحسب الدراوي لا يشمل وقفًا كاملاً لإطلاق النار، بل يتضمن خطة تهدئة تدريجية على ثلاث مراحل تمتد لستة أسابيع. المرحلة الأولى ستشهد إطلاق سراح الأسرى كبار السن والمرضى، بالإضافة إلى تسليم جثامين الجنود الإسرائيليين المحتجزة لدى حركة حماس. أما المراحل التالية فسيتم تنفيذها تباعًا قبل نهاية فترة حكم الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة باراك أوباما.
وأشار الدراوي إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، يرغب في تسريع خطوات الاتفاق والوصول إلى تهدئة شاملة قبل تنصيبه في يناير المقبل. وبالتوازي، ستبدأ عمليات إعادة إعمار قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية.
انسحاب إسرائيلي وتسليم معبر رفح
من بين البنود التي وافقت عليها إسرائيل، الانسحاب الكامل من محور صلاح الدين المعروف بممر "فيلادلفيا"، وتسليم معبر رفح إلى السلطة الفلسطينية لإدارته بشكل مشترك مع مصر.
زيارة وفد حماس إلى القاهرة
من المقرر أن يصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة يوم الأحد المقبل لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول تفاصيل الاتفاق النهائي. وأفادت مصادر مطلعة أن هناك جهودًا مصرية مكثفة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، بالإضافة إلى ماراثون سياسي متواصل للتوصل إلى صيغة مرضية لصفقة تبادل الأسرى خلال الساعات المقبلة.
تحديات المرحلة القادمة
رغم هذه التطورات الإيجابية، لا تزال هناك عقبات قد تؤثر على تنفيذ الاتفاق، خاصة مع تعقيد ملف التهدئة وعدم وجود ضمانات واضحة تلتزم بها جميع الأطراف. لكن المؤشرات الحالية تعكس مرونة غير مسبوقة من حماس تجاه الرؤية المصرية، ما يزيد من احتمالية نجاح هذه الجهود.
يبقى الانتظار لمعرفة مدى نجاح هذا الاتفاق في تغيير واقع قطاع غزة وتحقيق انفراجة حقيقية في الملف الإنساني والسياسي.