رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

برقم خيالي.. وزير مصري سابق يدخل على خط شراء صحيفة التليجراف البريطانية.. تفاصيل الصفقة المثيرة

المصير

الأحد, 24 نوفمبر, 2024

12:59 ص

تتجه الأنظار نحو صفقة استحواذ مثيرة للجدل تتعلق بصحيفة التليجراف البريطانية العريقة، إذ كشفت تقارير أن الملياردير المصري ووزير النقل السابق محمد منصور يسعى لشراء الصحيفة مقابل مبلغ خيالي، وسط منافسة محتدمة مع جهات دولية، منها مجموعة استثمارية تابعة لإمارة أبوظبي. الصفقة، التي قد تعيد تشكيل المشهد الإعلامي البريطاني، أثارت تساؤلات واسعة حول دوافع الاستثمار في واحدة من أكثر الصحف تأثيراً في بريطانيا.


تفاصيل الصفقة

وفقاً لتقارير إعلامية، دخل محمد منصور، أحد أبرز رجال الأعمال في مصر، على خط المفاوضات لشراء صحيفة التليجراف ومجموعة وسائل الإعلام التابعة لها. الصفقة تأتي في وقت حساس تمر فيه الصحيفة بأزمة مالية دفعتها للبحث عن مشترٍ جديد. ويُقدر العرض المقدم من منصور بمبلغ يقترب من مليار جنيه إسترليني، وهو رقم يعكس طموحات الوزير السابق في دخول سوق الإعلام العالمي.

وكانت صحيفة التليجراف قد طُرحت للبيع بعد فشل مالكيها الحاليين، الأخوين باركلي، في تسديد ديون مستحقة بقيمة 1 مليار جنيه إسترليني لصالح بنك لويدز. ومنذ الإعلان عن طرح الصحيفة، دخلت عدة جهات دولية في سباق الاستحواذ، بما في ذلك شركات استثمارية إماراتية تابعة لإمارة أبوظبي، التي كانت من أبرز المنافسين في المراحل الأولى من المزاد.

 

صحيفة التليجراف: تاريخ عريق وقضايا مؤثرة

تُعد صحيفة التليجراف من أقدم وأهم الصحف البريطانية، حيث تأسست عام 1855 لتصبح لاحقاً صوتاً مؤثراً في السياسة والإعلام البريطاني. اشتهرت بتغطياتها السياسية العميقة، ومواقفها المحافظة، وقضاياها الاستقصائية التي هزت الرأي العام البريطاني.

من أبرز القضايا التي فجرتها الصحيفة:

1. فضيحة نفقات النواب البريطانيين في عام 2009، حيث كشفت عن إساءة استخدام النواب للأموال العامة.


2. تقاريرها عن بريكست ودعمها لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مما جعلها منبراً رئيسياً لداعمي هذا القرار.


3. تحقيقاتها المستمرة حول قضايا الفساد المالي والسياسي داخل المملكة المتحدة وخارجها.


رحلة بيع الصحيفة ومطامع أبوظبي

مرت صحيفة التليجراف بمحطات متعددة في تاريخها من حيث الملكية، إلا أن الأزمة الأخيرة مع بنك لويدز وضعت مالكيها، الأخوين باركلي، في مأزق. مع إعلان المزاد، دخلت مجموعة استثمارية تابعة لإمارة أبوظبي كواحدة من أبرز المنافسين، وسط طموح واضح لتعزيز النفوذ الإعلامي للإمارة في أوروبا.
لكن دخول محمد منصور على خط المنافسة أضفى بُعداً جديداً على الصفقة، إذ يُنظر إليه على أنه يمتلك الموارد والخبرة اللازمة لإنقاذ الصحيفة، مع طموح للتوسع الإعلامي.


من هو محمد منصور؟ 

محمد منصور ليس اسماً عادياً في عالم المال والأعمال. بدأ مسيرته كرجل أعمال بارز في مصر، حيث أسس مجموعة منصور التي تُعد من أكبر الشركات العائلية في المنطقة، وحققت نجاحات ضخمة في مجالات السيارات، والزراعة، والاتصالات.

ثروته: يُقدر صافي ثروته بأكثر من 4 مليارات دولار وفقاً لمجلة فوربس.

دوره السياسي: شغل منصب وزير النقل في مصر من عام 2006 إلى 2009.

تأثيره الدولي: يرتبط بعلاقات وثيقة مع العديد من الشخصيات والشركات العالمية، مما يجعله لاعباً دولياً في المشهد الاقتصادي.


سعى منصور مؤخراً لتوسيع نفوذه خارج مصر، مع تركيز خاص على الأسواق الغربية، والآن يبدو أن الإعلام أصبح جزءاً من استراتيجياته المستقبلية.


ما الذي يعنيه شراء التليجراف؟

إذا نجح محمد منصور في إتمام هذه الصفقة، فسيكون بذلك قد وضع بصمته في واحدة من أهم المؤسسات الإعلامية العالمية. الصحيفة، التي تواجه تحديات العصر الرقمي وتراجع الإعلانات المطبوعة، قد تستفيد من ضخ استثمارات جديدة لإعادة هيكلة عملياتها وتعزيز حضورها الرقمي.

لكن الأهم من ذلك، أن هذا الاستحواذ سيُشكل رسالة حول قدرة رجال الأعمال العرب، وخاصة المصريين، على دخول أسواق جديدة وقيادة مؤسسات إعلامية عريقة.


 صفقة بمستقبل غير واضح

في ظل المنافسة الحادة بين محمد منصور ومجموعة أبوظبي، لا تزال الصفقة مفتوحة على جميع الاحتمالات. لكن الواضح أن صحيفة التليجراف، التي أثرت بعمق في المشهد الإعلامي البريطاني لأكثر من 150 عاماً، على وشك دخول حقبة جديدة قد تعيد رسم ملامحها ودورها في المستقبل.