تحوّل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45 من مناسبة فنية يُفترض أن تبرز جمال الثقافة والفن، إلى ساحة من الفوضى و البلطجةو والاعتداءات التي طالت الصحفيين، بجانب تنظيم سيئ وإطلالات مثيرة للجدل من النجوم والنجمات. المشهد لم يكن في مستوى تطلعات الجمهور ولا الصحافة التي تعرّضت للإهانة والضرب من قبل أمن المهرجان، مما ألقى بظلاله السلبية على سمعة المهرجان.
الاعتداء على الصحفيين ومنعهم من الدخول
شهدت فعاليات المهرجاناعتداء صريحًا من أمن المهرجان على عدد من الصحفيين، من بينهم الصحفي سيد شعراوي، الذي تعرض للضرب والإهانة أثناء محاولته أداء عمله، وقام أمن المهرجان بالاعتداء عليه بالضرب . إضافة إلى ذلك، تم منع عدد كبير من مراسلي الصحف والمواقع الإلكترونية من الدخول، وسط حالة من الفوضى الشديدة في عملية التنظيم.
إدارة فاسدة
عصام زكريا، مدير المهرجان، اعترف في تصريحات خاصة بوجود أخطاء تنظيمية فادحة، وأشار إلى أن هناك 3 جهات مسؤولة عن الدخول، مما خلق حالة من التخبط. لكنه أضاف أن هذه الأخطاء تحتاج إلى إعادة النظر في الدورات القادمة لتجنب تكرار المشكلات.
سوء التنظيم والفساتين المثيرة للجدل
لم يتوقف الجدل عند سوء المعاملة للصحفيين، بل امتد إلى مشاهد الفوضى عند مداخل العروض، حيث شهدت صالات العرض تأخيرات طويلة، وحالة من "الهرج والمرج" نتيجة غياب نظام واضح للدخول. كما تسببت إطلالات عدد من النجمات بفساتين مكشوفة بشكل مفرط في انتقادات واسعة، معتبرين أن المهرجان بات مناسبة لعرض الأزياء الجريئة أكثر من كونه احتفالًا بالفن والسينما.
تصريحات عصام زكريا تكشف الانقسامات
في مقابلة مع الناقد عصام زكريا، مدير المهرجان، أكد أن الأجواء داخل إدارة المهرجان كانت "فاسدة"، وأنه تم تدبير انقلاب ضده قبل المهرجان بأسبوعين. وأشار إلى أن رئيس المهرجان، الفنان حسين فهمي، لعب دورًا في خلق انقسامات بينه وبين فريق العمل، مما عرقل تنفيذ رؤيته بشكل صحيح.
وأضاف زكريا: "ما تحقق في هذه الدورة لا يمثل سوى 50% من طموحاتي بسبب الأخطاء الإدارية والتنظيمية. مهرجانات السينما تحتاج إلى صرامة ناعمة، ولكن للأسف لم يكن هناك التزام كافٍ بالنظام، سواء من قبل الفرق التنظيمية أو الجمهور."
انهيار سمعة المهرجان
الاعتداء على الصحفيين وسوء التنظيم أثار غضبًا واسعًا بين الإعلاميين والنقاد، الذين اعتبروا أن مهرجان القاهرة السينمائي بات نموذجًا لفشل الإدارة وتفكك الهيكل التنظيمي. كما أن تصرفات بعض النجوم على السجادة الحمراء وتصريحات مدير المهرجان حول الأجواء الفاسدة، زادت من حدة الانتقادات.
ما حدث في مهرجان القاهرة السينمائي يعكس أزمة عميقة في إدارة الفعاليات الفنية الكبرى، حيث الفوضى وسوء التنظيم يغطيان على الجوانب الفنية والثقافية للمهرجان. وعلى الجهات المسؤولة اتخاذ خطوات عاجلة لإصلاح الأوضاع، لضمان عدم تكرار هذا المشهد المخزي في الدورات القادمة.
في النهاية، تبقى سمعة المهرجان وسمعة مصر الثقافية على المحك، ولا مجال للتهاون مع أي تجاوزات قد تؤثر على مكانة مهرجان يعتبر أحد أعرق الفعاليات السينمائية في المنطقة.