دمار لبنان
في خطوة تعكس التزام إيران العميق تجاه دعم حلفائها، أبلغت طهران حزب الله اللبناني بأنها ستتولى مسؤولية إعادة إعمار جنوب لبنان، الذي تعرّض لدمار واسع جراء العدوان الإسرائيلي المستمر. جاء هذا الإعلان بينما تتزايد التقديرات بشأن التكلفة الهائلة التي سيتطلبها إعادة بناء ما تهدم في الجنوب اللبناني والمناطق المتضررة في مختلف أنحاء البلاد.
حجم الدمار في جنوب لبنان وتكلفة إعادة الإعمار
شهد جنوب لبنان دمارًا هائلًا منذ بدء الهجمات الجوية الإسرائيلية، التي تواصلت بشكل ممنهج خلال الأشهر الماضية قبل أن تتصاعد مؤخرًا بعمليات برية، الأمر الذي خلّف مدنًا وبلدات شبه مدمّرة بالكامل. تشير التقارير إلى أن أعدادًا كبيرة من المنازل السكنية، والبنى التحتية، والمستشفيات، والمدارس، والمرافق العامة قد تضررت أو تدمرت تمامًا. وتُعد مدن مثل النبطية وصور وبنت جبيل من أبرز المناطق المتضررة، حيث شهدت دمارًا كبيرًا أدى إلى تهجير الآلاف من السكان وتدمير معظم المؤسسات الحيوية.
وتقدر التقارير الأولية تكلفة إعادة إعمار الجنوب اللبناني بنحو 3-4 مليارات دولار، إلا أن هذه التكلفة مرشحة للزيادة في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على المناطق المأهولة. وتضيف هذه الأرقام عبئًا إضافيًا على الاقتصاد اللبناني، الذي يعاني أصلًا من أزمات خانقة تضاف إليها كلفة إعادة الإعمار.
دور إيران في عملية إعادة الإعمار
يأتي إعلان إيران عن تكفلها بإعادة إعمار جنوب لبنان كمؤشر قوي على العلاقة الاستراتيجية التي تجمعها بحزب الله. وتتعهد طهران بتقديم مساعدات مالية وتكنولوجية وتوفير المواد الأساسية اللازمة لإعادة بناء المباني المتضررة، في خطوة تتجاوز الحدود الاقتصادية لتشمل الجانب السياسي، حيث تعزز من نفوذ إيران في المنطقة وتوطد التحالف مع حلفائها في لبنان.
ومن المتوقع أن تشمل المبادرة الإيرانية إعادة بناء المنازل المدمرة، وترميم البنى التحتية المتهالكة، وتوفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه وشبكات الاتصالات، مما يسهم في عودة الحياة تدريجيًا إلى المناطق التي دمرها العدوان الإسرائيلي. كما سيتركز العمل على المرافق التعليمية والصحية، لتوفير الاستقرار للسكان ودعم جهود العودة للمدن والقرى.
انعكاسات القرار على المنطقة
يثير الدعم الإيراني المتوقع لإعادة إعمار الجنوب اللبناني تساؤلات عديدة حول تداعيات هذا القرار على الساحة الإقليمية، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل. ويرى المحللون أن تدخل إيران لإعادة إعمار الجنوب اللبناني يمكن أن يشكل تحديًا لإسرائيل، إذ يساهم في إعادة بناء ما دمرته الهجمات العسكرية، ويعزز من قدرات حزب الله ونفوذه في المناطق المتضررة، الأمر الذي قد يزيد من التوترات في المنطقة ويعقد مساعي الحلول الدبلوماسية.
تقديرات التكلفة ومستقبل الجنوب
في ظل استمرار العدوان وتزايد الدمار، تبدو عملية إعادة إعمار الجنوب اللبناني مهمة ضخمة، سواء من حيث الكلفة المالية أو الزمن الذي ستستغرقه هذه العملية. وإذا نجحت إيران في دعم لبنان ضمن هذا السياق، فإنها قد تكون فرصة لإعادة تأهيل المناطق الجنوبية، وضمان عودة السكان إلى ديارهم، وإعادة بناء الخدمات الحيوية.