قيادات حماس
تناقلت وسائل إعلام غربية خلال الساعات الأخيرة تقارير نقلًا عن مصادر أمريكية تشير إلى أن الولايات المتحدة طلبت من قطر اتخاذ إجراءات ضد قادة حركة حماس المتواجدين على أراضيها، وذلك عبر إبعادهم من الدوحة. هذه التقارير زعمت أيضًا أن حماس رفضت جميع الصفقات التي تتعلق بالإفراج عن الأسرى. ولكن سرعان ما نفت حماس هذه الأخبار، مؤكدة أن قطر لم تطلب أبدًا من قياداتها مغادرة أراضيها.
التقارير الأمريكية وطلب الإبعاد: بحسب ما نشرته بعض وسائل الإعلام الغربية، فإن الإدارة الأمريكية طلبت من الحكومة القطرية الضغط على قادة حماس بعد الأحداث الأخيرة في المنطقة، بدعوى أنهم يمثلون عامل توتر في السياسة الإقليمية. وأكدت هذه المصادر الأمريكية أن هناك ضغوطًا تمارسها واشنطن على الدوحة لحملها على اتخاذ موقف صارم تجاه حماس، لا سيما في ما يخص عمليات تبادل الأسرى بين الحركة وإسرائيل.
نفي حماس وبيانها الرسمي: ردّت حركة حماس على هذه الادعاءات بنفي قاطع، حيث صرّح مصدر في الحركة لشبكة "سي إن إن" قبل قليل بأن قطر لم تطلب إطلاقًا من أي من قيادات الحركة مغادرة أراضيها، وأن هذه الأنباء لا أساس لها من الصحة. وأوضح المصدر أن العلاقة بين حماس وقطر قائمة على التعاون والتنسيق المستمر، وأن الدوحة تؤدي دورًا رئيسيًا في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته، دون أن تتعرض لضغوط من أي طرف أجنبي بشأن وجود قادة الحركة على أراضيها.
إعادة تكرار الشائعات ومحاولة نشر الحرب النفسية: ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها نشر أخبار عن احتمالية إبعاد قادة حماس من قطر. فقد انتشرت شائعات مماثلة قبل عدة أشهر، حينما أثيرت نفس الأقاويل حول الضغوط الأمريكية على الدوحة لإبعاد قادة الحركة، إلا أن هذه الأنباء قوبلت آنذاك بنفي حازم من حماس. ووفقًا لما أفاد به موقع "المصير" في تقرير سابق، فقد تواصل مع أحمد عبد الهادي، مسؤول حركة حماس في لبنان، الذي أكد أن هذه الأخبار لا تعدو كونها جزءًا من "الحرب النفسية" التي تُمارس ضد حماس وأن الهدف منها هو إثارة القلق بين صفوف الحركة وأنصارها، ولا تعكس الواقع بأي حال من الأحوال.
يبدو أن إعادة طرح هذه الشائعات يعكس رغبة بعض الأطراف في التأثير على العلاقات بين قطر وحركة حماس، وضرب الاستقرار الذي توفره الدوحة لقيادات الحركة منذ سنوات. وفي ظل النفي المتكرر من حماس، تظل هذه الأخبار غير مؤكدة، ويبدو أنها تدخل في سياق الحرب الإعلامية والنفسية، في محاولة للنيل من موقف الحركة وصلابتها أمام الضغوط السياسية.