الدكتور خليل العناني
في تحليل مثير للدكتور خليل العناني استاذ العلوم السياسية بجامعة جونز هوبكنز والمقيم في واشنطن، كشف فيه بالأرقام أن خسارة نائبة الرئيس كامالا هاريس في الولايات المتأرجحة لصالح دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية التي جرت يوم الثلاثاء الماضي كانت مرتبطة بشكل كبير بتوجهات أصوات الجاليات العربية والمسلمة، التي تأثرت بموقف الإدارة الأميركية من الأحداث الأخيرة في غزة.
ورغم أن غزة ليست السبب الوحيد في خسارة هاريس، إلا أن العناني يعتبرها سببًا مؤثرًا في تحول الأصوات.
الولايات الحاسمة وتأثير الجاليات العربية والمسلمة
أوضح الدكتور العناني أن خسارة هاريس في ولايات مهمة قد يعود إلى تراجع الدعم من قبل الناخبين العرب والمسلمين بسبب سياسة الإدارة الحالية تجاه غزة. ففي ولاية ويسكونسن، خسرت هاريس بفارق 29 ألف صوت، بينما يتواجد بها حوالي 70 ألف عربي ومسلم. أما بنسلفانيا، التي هزمت فيها بفارق 130 ألف صوت، فهي تضم ما بين 170 ألفًا إلى 200 ألف عربي ومسلم. وفي ميشيغان، التي تحوي قرابة 300 ألف عربي ومسلم، خسرت هاريس بفارق 81 ألف صوت.
وأشار العناني إلى أن ولايات أخرى متأرجحة، مثل جورجيا، نورث كارولينا، وأريزونا، تضم مجتمعات عربية وإسلامية كبيرة قد تكون صوتت لصالح ترامب، متأثرة بموقف الإدارة من القضية الفلسطينية.
عوامل أخرى ساهمت في سقوط كامالا هاريس
إلى جانب ملف غزة، هناك عوامل أخرى أدت إلى خسارة هاريس، منها:
1. التضخم والأزمة الاقتصادية: ارتفاع التضخم وتكاليف المعيشة أثرت على الناخبين، حيث اعتبر البعض أن إدارة بايدن لم تتخذ خطوات فعالة لتحسين الوضع الاقتصادي.
2. قضية الهجرة: تزايد الانتقادات من مؤيدي الهجرة بعد سياسات إدارة بايدن بشأن الحدود الجنوبية، مما دفع بعض الناخبين من أصول لاتينية للتصويت ضدها.
3. عدم الرضا عن أداء الإدارة في السياسة الخارجية: بالإضافة إلى الملف الفلسطيني، وُجهت انتقادات لإدارة بايدن حول انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، ما أثر على شعبيتها بين شريحة كبيرة من الناخبين.
4. ضعف الأداء الإعلامي والسياسي لهاريس: الانتقادات التي طالت كامالا هاريس وأدائها الإعلامي والسياسي جعلتها هدفًا سهلًا للهجوم من قبل المعارضة، مما انعكس سلبًا على شعبيتها في الولايات المتأرجحة.
بهذا التحليل، سلّط الدكتور العناني الضوء على أن خسارة هاريس لم تكن بسبب عامل واحد، بل نتاج تداخل عدة عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية، يأتي على رأسها موقف الجاليات المتأثرة بالسياسة الخارجية تجاه غزة.