قال حسين بودي، رئيس رابطة أصحاب المطاحن ونائب رئيس غرفة صناعة الحبوب، إن فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية قد يحمل تداعيات كبيرة على الأوضاع الدولية، خاصة فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية وتأثيراتها على الاقتصاد العالمي وأسعار السلع الأساسية مثل القمح والبترول، حيث يُتوقع أن يكون لترامب دور كبير في تقليص حدة التوترات بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما سيؤثر بشكل غير مباشر على أسعار القمح، مشيرًا إلى أن مصر قد تعود مرة أخرى إلى استيراد القمح الروسي بعد توقف استمر بسبب رفع سعر البيع، مما دفع الحكومة للبحث عن مصادر أخرى بأسعار أقل من الروسي.
وأكد بودي في تصريحات صحفية لـ"المصير" أن النزاع الدائر بين روسيا وأوكرانيا يعد أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى ارتفاع أسعار العديد من السلع الأساسية، وعلى رأسها القمح والبترول، حيث شهد العالم قفزات كبيرة في الأسعار نتيجة انقطاع الإمدادات من المنطقتين المتأثرتين بالحرب منذ بداية النزاع عام 2022، كما ارتفعت أسعار شحن ونقل القمح بشكل كبير، حيث كانت أسعار نقل القمح قبل الحرب تتراوح بين 12 و15 دولارًا للطن، بينما ارتفعت هذه الأسعار لتصل إلى 24-25 دولارًا للطن في ظل تصاعد المخاطر المرتبطة بالحرب.
وكانت روسيا قد أعلنت اتخاذ خطوات لفرض قيود على مشاركة الشركات الأجنبية في مبيعات القمح بهدف إحكام قبضتها على الصادرات، حيث بلغ أدنى سعر غير رسمي لتصدير القمح الروسي 245 دولارًا للطن تسليم ظهر السفينة لشحنات نوفمبر، و250 دولارًا لشحنات شهر ديسمبر، وقد دفع ذلك مصر للبحث عن مصادر بديلة للقمح الروسي، حيث تعاقدت الهيئة العامة للسلع التموينية بداية الأسبوع الجاري على شحنة قمح جديدة تصل إلى 290 ألف طن بأسعار تقل 15 دولارًا عن الروسي، من بلغاريا وأوكرانيا ورومانيا.
وأضاف بودي أنه إذا تمكن ترامب من إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، فسيؤدي ذلك إلى انخفاض حدة المخاطر المرتبطة بالنقل والشحن في المنطقة، مما يعني أن أسعار القمح قد تعود إلى مستوياتها السابقة قبل اندلاع الحرب، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي على الأسواق العالمية ومن بينها مصر.