أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مبادرة جديدة تهدف إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 48 ساعة، كخطوة أولية يمكن البناء عليها لاحقًا. تشمل المبادرة أيضًا إبرام صفقة تبادل جزئية للأسرى، على أن تكون المدة الكافية للتفاوض حول وقف شامل لإطلاق النار هي عشرة أيام، مما يمنح فرصة للتوصل إلى تسوية طويلة الأمد. هذه المبادرة تأتي في وقت يشهد فيه القطاع تصعيدًا عنيفًا، وزيادة في الخسائر البشرية والمادية.
مبادرات سابقة أفسدها نتنياهو
تأتي المبادرة المصرية وسط فشل العديد من المبادرات السابقة، أبرزها المبادرة التي طرحتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. سعت هذه المبادرة إلى تهدئة الأوضاع وإحلال نوع من الاستقرار، لكنها اصطدمت برفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أصر على استمرار العمليات العسكرية بدعوى القضاء على البنية التحتية لفصائل المقاومة في غزة. وعلى الرغم من أن مبادرة بايدن كانت مدعومة دوليًا وحظيت بتأييد من دول عديدة، إلا أن الحكومة الإسرائيلية رفضتها بشكل واضح، مفضلة التصعيد على أي حلول سلمية.
مبادرات أخرى مشابهة طُرحت سابقًا، سواء من الأمم المتحدة أو من جهات دولية مختلفة، لكنها لم تؤت ثمارها بسبب تعنت نتنياهو وسياسته المتشددة تجاه غزة. وهذا ما أثار تساؤلات حول إمكانية نجاح أي مبادرة تهدئة في ظل هذا النهج الإسرائيلي.
هل يوافق نتنياهو على مبادرة السيسي
الموقف الراهن في غزة يحمل جوانب ضاغطة أكثر من ذي قبل، فالخسائر الكبيرة والضغوط الدولية المتزايدة قد تجعل من الصعب على نتنياهو الاستمرار في تجاهل المبادرات. التصعيد الحالي بات محط أنظار المجتمع الدولي، حيث تتزايد النداءات لوقف إطلاق النار وتوفير ممرات إنسانية للمدنيين. المبادرة المصرية، وإن كانت خطوة صغيرة، إلا أنها قد تجد تأييدًا دوليًا وإقليميًا أكبر من سابقاتها، لا سيما أنها تُركز على خطوات أولية قد تكون أقل تحديًا للسياسات الإسرائيلية.
مع ذلك، يظل التساؤل قائمًا حول ما إذا كان نتنياهو سيقبل هذه المبادرة أم سيحاول إفشالها كما فعل في المرات السابقة. ووفقًا لتحليلات عديدة، يعتمد الأمر إلى حد كبير على المدى الذي ستصل إليه الضغوط الدولية، بالإضافة إلى المواقف الأمريكية ومدى استعدادها للضغط على إسرائيل لقبول المبادرة المصرية.
احتمالات قبول المبادرة المصرية
في ظل تصاعد الضغوطات، من المحتمل أن يُرغم نتنياهو على القبول بالمبادرة المصرية، ولو على مضض. فالوضع الحالي لا يسمح بمزيد من التصعيد.
لكنها قد تواجه المصير ذاته الذي لاقته المبادرات السابقة إن أصر نتنياهو على موقفه المتعنت. وفي الوقت نفسه، فإن تصاعد الضغوط الدولية قد يُرغمه على التفكير في قبول هذه المبادرة، خاصة إذا وجد نفسه محاصرًا على المستوى الداخلي والخارجي.