كتب : محمد أبوزيد
خلال الأيام الماضية، ظهرت حملة رقمية مدروسة على وسائل التواصل الاجتماعي، تهدف إلى تصوير سكان غزة وكأنهم يحتفلون باستشهاد القيادي في حركة حماس، يحيى السنوار شامتين في اغتياله .
هذه الحملة التي استغلت هويات وهمية تزعم انتماءها لغزة، حاولت خلق صورة مشوهة عن واقع القطاع وسكانه. ولكن التحليل الرقمي الذي أجرته منصات مختصة، مثل "إيكاد"، كشف الزيف وراء هذه المحاولات.
حملة رقمية منظمة
أفاد التقرير الرقمي الذي أصدرته "إيكاد" بأن حسابات وهمية عدة ادعت أنها من غزة، وروجت لاحتفالات وهمية فرحًا باستشهاد السنوار. ومن بين الحسابات البارزة التي تم تحديدها في الحملة حسابات مثل (@ranemelali) و(@razaneltawil)، حيث سبق أن تم الكشف عن زيف هوياتهما وأنهما جزء من شبكة وهمية ضخمة تعمل على بث الفتن وتأجيج الخلافات بين الفلسطينيين والعرب.
دور وحدة المستعربين في الموساد
تأتي هذه الحملة في إطار أوسع لسياسة إسرائيلية قديمة تتبعها وحدة المستعربين في الموساد. تعتبر هذه الوحدة جزءًا من استراتيجية إسرائيلية أعمق تهدف إلى بث الفتن وزرع الشكوك بين الشعوب العربية، بما في ذلك الشعب الفلسطيني. تستخدم الوحدة أساليب معقدة في التجسس والإيقاع بين الشعوب من خلال تقمص هويات عربية ومحلية، حيث يتسللون إلى المجتمعات المستهدفة، سواء عبر العالم الرقمي أو على الأرض، لتنفيذ عمليات تشويه وتشكيك في القيادات المقاومة.
وحدة المستعربين، التي تأسست منذ عقود، تقوم بدور فعال في محاولات الإيقاع بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإظهار القيادات بصورة سيئة أمام شعوبهم. وقد استفادت هذه الوحدة بشكل كبير من التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر سرديات كاذبة حول قادة المقاومة، حيث تستخدم حسابات وهمية للترويج لخطابات مضللة تدعي أنها تمثل الرأي العام العربي أو الفلسطيني.
أدوات التأثير الرقمية
في هذا السياق، تعتمد هذه الحملات على استخدام حسابات مزيفة تدعي هويات محلية لتزيد من مصداقيتها أمام الجمهور. في الحملة التي روجت لفرح أهل غزة باستشهاد السنوار، تم الاعتماد على مئات الحسابات التي تدعي الهوية الغزاوية، بينما هي في الواقع جزء من شبكة أكبر تهدف إلى تشويه صورة المقاومة وتعزيز الانقسام.
أحد الحسابات الرئيسية التي شاركت في الحملة كان حساب "@Lr3Bx"، الذي سبق أن روج لمحتوى مثير للفتنة بين الفلسطينيين والمجتمعات العربية. وقد نشر هذا الحساب تغريدات زاعمة أن الفرح بوفاة السنوار جاء من حسابات فلسطينية، بينما تبين لاحقًا أنها جزء من شبكة حسابات وهمية تديرها أجهزة معادية.
محاولة خلق انطباع خاطئ
الحملة التي استهدفت القيادي السنوار لم تكن سوى حلقة من سلسلة محاولات لتصوير الشعب الفلسطيني، وخصوصًا سكان غزة، على أنهم معارضون للمقاومة وقادتها. ولكن، التحقيقات أظهرت بوضوح أن هذه الادعاءات لا تمت للحقيقة بصلة. فالشعب الفلسطيني الذي يقف بجانب قيادته في معركته ضد الاحتلال لم ولن يفرح باستشهاد قادته، بل يرون فيهم رموزًا للنضال والمقاومة.