رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

خبير في شؤون الحركات الإسلامية: الإخوان نجحوا في إقناع الأردنيين بأن التصويت لهم يعني دعم القضية الفلسطينية ومعاقبة إسرائيل

المصير

الخميس, 12 سبتمبر, 2024

02:23 م

في مفاجأة قد تكون متوقعة، أظهرت النتائج الأولية لانتخابات مجلس النواب الأردني، الأربعاء، حصول جماعة الإخوان المسلمين على ما لا يقل عن 32 مقعدًا في البرلمان.


ووفقًا للنتائج الأولية، فاز حزب جبهة العمل الإسلامي، الجناح السياسي لجماعة الإخوان في الأردن، بما يقارب خُمس المقاعد، بينما استمرت الهيمنة العشائرية والجهات الموالية للحكومة على البرلمان.


وأظهرت النتائج الرسمية أن نسبة المشاركة في الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء، بلغت 32.25% من مجموع الناخبين المؤهلين البالغ عددهم 5.1 مليون ناخب، وهي نسبة منخفضة نسبيًا، مع زيادة طفيفة عن نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة التي بلغت 29% في عام 2020.


دلالات فوز الإخوان في الأردن


وتعليقًا على فوز حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن قال منير أديب، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية في تصريحات صحفية لموقع المصير الإخباري، إن فوز الحزب يعكس دلالات عدة، منها طبيعة الشعب الأردني. وأشار إلى أن هناك جزءًا من الشعب يميل إلى دعم القضية الفلسطينية، نظرًا للقرب الجغرافي من الأراضي المحتلة، والحدود المشتركة مع دولة فلسطين، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الفلسطينيين الذين حصلوا على الجنسية الأردنية، وبعضهم يدعم حركة حماس بشكل كبير. هذا التفاعل بين المشاعر الوطنية والدينية في الأردن يشكل بيئة مثالية لاستغلالها من قبل بعض قيادات التنظيمات الأيديولوجية، مثل الإخوان المسلمين.

وأضاف أديب أن حزب جبهة العمل الإسلامي نجح في استغلال الظروف السياسية والإنسانية الراهنة، خاصة في ظل المعركة الدائرة في غزة، حيث تمكن من إقناع قطاع كبير من الأردنيين بأن التصويت للحزب يعني دعم حركة حماس والقضية الفلسطينية، وكأنه تحدٍ لإسرائيل. هذا الاستغلال العاطفي أدى إلى تحقيق الحزب فوزًا ملموسًا.


القضية الفلسطينية محور الأحداث


وأشار الخبير إلى أن هذا الفوز ليس مستحقًا بالكامل، حيث كان هناك خلط بين المشاعر الجياشة ضد إسرائيل وبين مصالح الحزب المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، والذي يتماهى مع حركة حماس. وأضاف أن طوفان الأقصى كان له دور كبير في هذا الانتصار الانتخابي، مؤكدًا أن الإخوان لم يحصدوا ثمار ما قاموا به من جهود أو أداء في الشرق الأوسط، بل جاءت النتائج كجزء من تداعيات الصراع مع إسرائيل.

وأوضح منير أديب أن الحرب الإسرائيلية على غزة ستعزز من دعم جماعات العنف والتطرف في الشرق والغرب، مشيرًا إلى أن حزب جبهة العمل الإسلامي قد يكون أول من يحصد نتائج هذه الحرب من خلال صناديق الانتخابات. وأكد أن الولايات المتحدة وإسرائيل تتحملان جزءًا من المسؤولية في دفع هذه التنظيمات إلى الواجهة مرة أخرى، حيث استغلت التنظيمات المتطرفة الصراع لصالحها بشكل كبير.

وفي ختام حديثه، أكد أديب أن استمرار الحرب سيستغل من قبل الجماعات المتطرفة لحصد المزيد من الأصوات أو لتحقيق ظهور أكبر على الساحة السياسية، مما يعزز من نفوذ هذه التنظيمات التي تستغل الحروب والصراعات لتحقيق مصالحها.