رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

حماس تؤكد بقاءه حيا... أيهما أخطر على دولة الاحتلال الضيف أم السنوار؟؟

المصير

الثلاثاء, 10 سبتمبر, 2024

04:15 م

كتب :محمد أبوزيد


بعد العملية العسكرية الأخطر والأكبر الأعظم  في تاريخ الفلسطينين ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، والتي قامت بها حركة حماس يوم 7 أكتوبر الماضي تحت عنوان "طوفان الأقصى "، تسلطت الأضواء بشكل غير مسبوق علي القادة الرئيسيين للمقاومة الفلسطينية، وعلى رأسهم *محمد الضيف، القائد العسكري لكتائب القسام، ويحيى السنوار*، القائد السياسي لحركة حماس في غزة.


السنوار ما زال ضاغطا على الزناد ويدير المعركة السياسية والعسكرية من أنفاق غزة، والضيف تدعي دولة الاحتلال الإسرائيلي أنها تمكنت من اغتياله قبل عدة أسابيع  خلال غارة في خان يونس، بينما تواصل  حماس التأكيد على أن الضيف لا يزال حيًا ويمارس مهامه في قيادة العمليات العسكرية للمقاومة.


إزاء هذه التطورات، تبرز أسئلة عديدة حول من يشكل الخطر الأكبر على الصهاينة،  الضيف أم السنوار، خاصة في ظل الوضع الراهن

 

الشبح الذي يطارد الإسرائيليين حتى في أحلامهم


محمد الضيف، الذي يوصف بأنه *"الشبح"، هو الشخصية التي تستحوذ على عقل الأمن الإسرائيلي منذ سنوات طويلة،وزادت خطورته وأهميته بعد عملية *وبعد *طوفان الأقصى*


فالضيف  هو **العقل المنفذ "للعملية" التي  رفعت من أسهمه كقائد عسكري استراتيجي يستطيع تحقيق ضربات موجعة لدولة الاحتلال.


التهديد الذي يشكله الضيف ليس عسكريًا فحسب، بل أيضًا نفسيًا. مجرد ذكر اسمه يثير الرعب في صفوف القيادة الإسرائيلية. ففي كل مرة تعلن فيها إسرائيل أنها اغتالته، تظهر حماس بتأكيدات مضادة أنه ما زال على قيد الحياة ويقود العمليات من خلف الكواليس. هذا الغموض حول مصيره يعزز الشعور بالفشل لدى إسرائيل في القضاء على أهم شخصية عسكرية فلسطينية، ما يزيد من الضغط الداخلي على قادة الكيان الصهيوني، ويعزز صورة الضيف كقائد لا يقهر.

 

السنوار البندقية والقلم معا


على الجانب الآخر، يعد *يحيى السنوار* القائد السياسي لحماس في قطاع غزة،سابقا ورئيس المكتب السياسي للحركة حاليا يبدو للجميع بأنه  ليس مجرد قائد عادي.


السنوار يمتلك خلفية عسكرية قوية، كونه أحد مؤسسي كتائب القسام، وهو أيضًا جزء لا يتجزأ من قيادة العمليات العسكرية في الحركة. رغم أن دوره يتركز في المجال السياسي والقيادي داخل غزة، إلا أنه كان شريكًا رئيسيًا في التحضير والإشراف على عملية طوفان الأقصى.


كما السنوار يتمتع بقدرة على **التفاوض وبناء التحالفات  مع القوى الإقليمية والدولية، مثل إيران وقطر، ويعد رجلًا محوريًا في رسم الاستراتيجيات المستقبلية لحماس.


بعد طوفان الأقصى، ارتفعت قيمة السنوار كقائد سياسي وعسكري على حد سواء، خاصة مع فشل إسرائيل في الوصول إليه أو اغتياله على الرغم من توجيه آلاف  الضربات  إلى قطاع غزة.


السنوار يجمع بين القوة العسكرية التي اكتسبها من خلفيته في كتائب القسام، والحنكة السياسية التي جعلته قائدًا محوريًا في حماس.

 

كما أن  قدرته على إدارة المفاوضات، وتوجيه المقاومة جعلت منه تهديدًا مزدوجًا لإسرائيل، ليس فقط كقائد سياسي، بل أيضًا كعقل استراتيجي يُوجه العمليات العسكرية الكبرى

 

  أيهما أكثر خطورة؟؟

 

، يبدو أن محمد الضيف و*يحيى السنوار* يشكلان تهديدين متساويين لإسرائيل، لكن بأساليب مختلفة. الضيف يمثل التهديد العسكري المباشر، إذ يقود كتائب القسام في العمليات الهجومية الكبرى، ويُعدّ الرمز الأبرز للمقاومة المسلحة. في المقابل، السنوار يمثل التهديد الاستراتيجي الشامل، حيث يجمع بين القيادة السياسية والعسكرية، ويمتلك القدرة على إدارة المفاوضات الدولية وتنظيم العمليات على الأرض.

 

إسرائيل تعتبر محمد الضيف** خطرًا كبيرًا بسبب خبرته العسكرية الهائلة ودوره الحاسم في التخطيط للهجمات ضدها.

 كما أن فشل  إسرائيل في إثبات اغتياله حتى الآن يُعزز من قوة الرمز الذي يمثله، ويجعل من الضيف شخصية يصعب الوصول إليها، مما يزيد من تعقيد الموقف الأمني الإسرائيلي. من جانب آخر، *يحيى السنوار* يمثل تهديدًا طويل الأمد، ليس فقط لأنه يقود المقاومة على مستوى السياسة والعسكرية معًا، بل لأنه يمتلك القدرة على بناء تحالفات إقليمية ودولية تُعزز من موقف حماس.

 

لماذا لم تستطع إسرائيل إثبات مقتل محمد الضيف؟


على الرغم من التصريحات الإسرائيلية المتكررة حول مقتل محمد الضيف في خان يونس، فإن عدم القدرة على تقديم دليل مادي قاطع حول مصيره يعكس تحديًا كبيرًا أمام أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.


حماس، في المقابل، تُصرّ على أن الضيف لا يزال على قيد الحياة، ويقود العمليات العسكرية بنجاح، هذا ما أكده كل قادة الحركة بما فيهم أسامة حمدان المتحدث باسم الحركة في حوار له مع موقع الجزيرة نت بالأمس


هذا الغموض حول مصير الضيف يجعل من الصعب على إسرائيل تحقيق نصر معنوي واضح، حيث أن الضيف، حتى في حال موته، يبقى رمزًا للمقاومة.


قد يكون السبب وراء فشل إسرائيل في إثبات مقتل الضيف هو التكتيكات المتقدمة للتخفي التي يتبعها الضيف منذ سنوات، إضافة إلى استخدامه شبكة الأنفاق والملاجئ المعقدة في غزة. كما أن عدم الظهور العلني وعدم تواصله مع الإعلام يعزز من صعوبة استهدافه، ويُبقي مصيره مجهولًا، مما يزيد من رعب إسرائيل من قيادته.

 

ويبقى محمد الضيف الرمز الأقوى للمقاومة المسلحة، والتهديد الأكبر لإسرائيل بسبب نجاحه في التخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية الكبرى. بقاؤه، أو حتى الشك في موته، يظل عاملًا نفسيًا ضاغطًا على الإسرائيليين.


أما من ناحية التأثير الشامل والمستقبلي، فإن *يحيى السنوار* يمثل تهديدًا أكثر تعقيدًا لإسرائيل. فهو يجمع بين القوة العسكرية والخبرة السياسية، ويعمل على توجيه المقاومة في مسارات استراتيجية طويلة المدى، مما يجعله خطرًا كبيرًا على المستويين السياسي والعسكري.


في نهاية المطاف، كلا القائدين يشكلان خطرًا كبيرًا على إسرائيل، ولكن بطرق مختلفة: الضيف عبر القوة العسكرية والتكتيكية، والسنوار عبر الجمع بين القوة السياسية والعسكرية، مما يجعل المواجهة مع حماس أكثر تعقيدًا بالنسبة لدولة الاحتلال