في مثل هذا اليوم، 3 سبتمبر، نعيش ذكرى مرور 12 عامًا على رحيل أحد أعظم رموز كرة القدم المصرية والعربية، الكابتن محمود الجوهري.
رحل "الجنرال" عن عالمنا عام 2012، تاركًا خلفه إرثًا رياضيًا عظيمًا امتد لستة عقود، وكان الجوهري، الذي أُطلق عليه هذا اللقب بسبب براعته العسكرية والفنية، رمزًا للتفاني والإنجاز، وجعل من كرة القدم جزءًا لا يتجزأ من هويته الوطنية.
ولد محمود الجوهري في 20 فبراير 1938، وبدأ حياته العسكرية في الكلية الحربية، حيث حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية في يوليو 1957، عمل ضابطًا بسلاح الإشارة، وشارك بفعالية في حرب أكتوبر المجيدة، قبل أن يستقيل عام 1977 بعد 20 عامًا من الخدمة المخلصة.
كان محمود الجوهري أول مدرب مصري يتولى تدريب قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، وحقق إنجازات هائلة مع كلا الفريقين، فقد قاد الأهلي للفوز بأول بطولة أفريقية في تاريخه عام 1982، كما قاد الزمالك لتحقيق لقب دوري أبطال أفريقيا عام 1993، وأيضًا فاز بكأس السوبر الأفريقي.
أحرز الجوهري مع منتخب مصر لقب كأس أمم أفريقيا عام 1998، ليصبح أول مدرب يفوز بالبطولة كلاعب ومدرب، بعد أن نال الكأس كلاعب في عامي 1957 و1959، وأضاف إلى سجله إنجازًا آخر بالوصول إلى كأس العالم عام 1990، وأسهم في فوز المنتخب بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية 1992.
تولى الجوهري تدريب منتخب عمان في كأس الخليج 1996، ثم انتقل لتدريب المنتخب الأردني عام 2002، حيث قاد الفريق إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية 2004 لأول مرة في تاريخه، وصعد بهم إلى نصف النهائي.
أقامت الأردن جنازة عسكرية مهيبة تكريماً للكابتن محمود الجوهري، تقديرًا لمساهماته الكبيرة في كرة القدم. ثم نُقل جثمانه إلى القاهرة حيث أُقيمت له مراسم تشييع عسكرية تليق بمكانته الرفيعة، ليظل إرثه خالدًا في ذاكرة عشاق كرة القدم.
محمود الجوهري، بإنجازاته المبهرة وإخلاصه العميق، سيظل دائمًا رمزًا للفخر في تاريخ كرة القدم، سواء في مصر أو في الوطن العربي. في الذكرى الـ12 لرحيله، نتذكر إنجازاته ونسعى لاستلهام روح التفاني التي ميزت مسيرته.