رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

مختار محمود يكتب: فضائح فنانات مصر!

أيمن نادي الحنفي

السبت, 31 أغسطس, 2024

05:50 م

تحولت منتسبات إلى الفن المصري في السنوات الأخيرة إلى هدف للبرامج الحوارية التي تنبش في الماضي، وتقفز فوق أي خطوط حمراء، ولا تحفظ أدبًا ولا دينًا؛ بحثًا عن نسبة كبيرة من المشاهدات والإعلانات والترندات. معظم هذه البرامج تقدمها فضائيات عربية، وبعضها مصري ممول بسخاء!

 الأجيال الأخيرة من الفنانات تفتقد إلى اللياقة عند الحديث. لم يعد لدينا أمينة رزق أو فاتن حمامة أو مديحة يسري! لا تميز الواحدة من هؤلاء بين ما يمكن أن تقوله في جلسة خاصة مع زوج أو رفيق، وبين ما يمكن البوح به على الملاً وأمام الكاميرات. بعضهن يفاخر بالآثام والكبائر التي اقترفنها في حياتهن الخاصة جدًا، مثل: المساكنة وما في مستواها، وكثير منهن يتباهى بالخروج عن صحيح الدين، بل ويُفتين فيه بمزاجهن وعلى هواهُن، وجميعهن من أتباع سعد الدين الهلالي أو خالد الجندي أو أحمد ماهر وساء أولئك رفيقًا.

 من السذاجة أن نطالب فنانة بالحياء، هذا من رابع المستحيلات، ولكنَّ قدرًا ضئيلًا جدًا من العقلانية والتذاكي لن يُضير. يخلع الفنانات ملابسهن، ويجسدن جميع صور الابتذال في الأعمال الفنية؛ بدعوى الضرورة الدرامية، ولكنهن أيضًا ينزعن عن أنفسهن برقع الحياء في هذه البرامج التي تركز على كواليس وأدق تفاصيل الحياة الخاصة؛ للحصول على أجر دولاري كبير! تموت الحُرة ولا تأكل بثدييها، ولكنَّ فنات مصريات، سواء من القواعد أو من الرائجات، يأكلن بحياتهن الخاصة وبسمعتهن ويتاجرن بهما! أجور الظهور في هذه النوعية من البرامح قد يكون يكون مُغريًا؛ لا سيما للقواعد من هذه النوعية من الفنانات، ولكن هذا لا يجب أن يكون هذا مبررًا لنشر الفضائح والغسيل القذر على رؤوس الأشهاد بهذا الشكل. 

أليست هناك جهة رشيدة تتدخل، كما تتدخل في مناسبات أخرى؛ حفاظًا على سمعة مصر خارجيًا؛ لا سيما أن هذه الفئة من السهل السيطرة عليها وإسكاتها بالأمر المباشر وبرسالة نصية "سامسونجية"؟! الأيام الأخيرة شهدت تجاوزات منحرفة ومنحلة من فنانات من أعمار مختلفة تتصادم مع الحد الأدنى من الأدب واللياقة والحصافة والسلوك القويم. 

ومع تعدد الوسائط الإعلامية التي تُقبل على ترويج هذه التصريحات المخلة على نطاق واسع، وتطويعها لأهداف خبيثة..يبالغ كثير من المُعلقين العرب في إهانة الشعب المصري بجميع طوائفه؛ وكأن هذه الفئة الضالة من الفنانات تمثله أو تعبر عنه أو عن بعضه، وكأن المصريين كلهم يعتنقون دين هؤلاء الفنانات!

في أزمنة مختلفة..كان يتم توظيف الفنانات بأساليب أخرى لأغراض متباينة، فهل هذه الحالة الرديئة التي يبالغ الفنانات في الظهور بها الآن في هذه البرامج يمكن اعتبارها وسيلة جديدة لإلهاء المصريين وإغراقهم في أمور وإشكاليات تافهة وإبعادهم عن القضايا الجادة والمهمة؟!

 إستراتيجية الإلهاء عند "نعوم تشومسكي" تنصُّ على: "حافظوا على تحويل انتباه الرأي العام بعيدًا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، وألهُوه بمسائل تافهة لا أهمية لها. أبقُوا الجمهور مشغولاً مشغولاً مشغولاً، دون أن يكون لديه أي وقت للتفكير، فقط عليه العودة إلى المزرعة مع غيره من الحيوانات الأخرى"! نحن لا نمانع من أن تشغلونا بأمور أخرى تافهة، وتلهونا بموضوعات رديئة، وتغرقونا في قضايا سخيفة، وسوف نتغابى ونساعدكم في ذلك وعليه، ولكن بعيدًا عن هذا الأسلوب الرخيص الذي يُظهر مصر في أسوأ صورة. 

هل رأيتم فنانة خليجية مثلاً تفعل ذلك بكل هذا التدني؟ فقط يمكنكم مراجعة آلاف التعليقات المصاحبة لأي تصريح أو حوار مع فنانة مصرية بهذه البرامج؛ لتدركوا أنه ما هكذا تورد الإبل ولا الخيل ولا البغال ولا الحمير ولا جميع الدواب، حتى لو نحَّينا الدين والأخلاق والعُرف جانبًا. سُمعة مصر والمصريين أكبر من هذه النخاسة الفضائية الكريهة!