"نطوي السماء" هي عبارة ذات دلالة عميقة تمثل إحدى العبارات التي استخدمها الشيخ محمد متولي الشعراوي، العالم الجليل والمفسر الشهير للقرآن الكريم، في تفسيراته لآيات الله في الكون. هذه العبارة تأخذنا في رحلة تأملية لفهم آيات الله في الكون وكيفية التفاعل معها.
في تفسيره لهذه العبارة، يشير الشيخ الشعراوي إلى مفهوم طيّ السماء يوم القيامة كما ورد في القرآن الكريم، مستندًا إلى الآية الكريمة: "يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ" (الأنبياء: 104). يوضح الشيخ الشعراوي أن هذا الوصف القرآني يمثل النهاية الحتمية للكون الذي نعيش فيه، وكيفية انتهاء كل شيء بأمر الله، وهو أمرٌ يتجاوز حدود الفهم البشري.
يرى الشيخ الشعراوي أن هذا الطيّ هو تجسيدٌ لقدرة الله المطلقة في الخلق والإعادة، وهو أيضًا تذكيرٌ للمؤمنين بأن الدنيا بكل ما فيها هي مجرد مرحلة مؤقتة ستنتهي بيوم الحساب. وهذا الطيّ يعكس صورة بالغة الدقة عن كيفية نهاية الكون، وهو ما يُظهر قدرة الله على خلق الكون وبعثه مرة أخرى بقدرة لا تحدها حدود.
كما يؤكد الشيخ الشعراوي أن فهم هذه الآية لا يقتصر على إدراك نهايات الكون فحسب، بل يمتد ليشمل كل ما يحدث في حياتنا اليومية، وكيفية إدراكنا للأمور بتقدير قدرة الله ورحمته. ويشير إلى أن طي السماء يعكس حكمة الله في إدارة شؤون الكون بحكمة وعدالة لا تُضاهى، وأن هذا الفهم يجب أن يكون دافعًا للمؤمنين ليتعمقوا في إيمانهم ويستعدوا للحياة الآخرة.
**ختامًا،** يعتبر تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي لعبارة "نطوي السماء" دعوة للمؤمنين للتفكر في عظمة الله وقدرته، وتذكيرًا بأن كل شيء في هذا الكون مصيره إلى الزوال إلا وجه الله، ما يجعلنا نعيش حياة ملؤها الإيمان والرجاء في رحمة الله.