في حديثه عن مفهوم اللعن في الإسلام، الشيخ محمد متولي الشعراوي، أحد أبرز علماء الدين في القرن العشرين، أوضح أن اللعن هو من أكبر العقوبات التي قد يصيب بها الله الإنسان، وذلك لأنه يعني الطرد والإبعاد عن رحمة الله.
يشرح الشعراوي أن اللعن ليس مجرد كلمة تُلفظ، بل هو حكم إلهي لا يجب أن يستهان به.
وفقًا للشعراوي، اللعن في اللغة يعني الطرد والإبعاد، سواء في الدنيا أو في الآخرة. ويشير إلى أن اللعن في الدنيا يعني الطرد من رحمة الله ومن دائرة العناية الإلهية، وهذا يؤدي إلى حياة مليئة بالشقاء والضيق، أما في الآخرة، فإن اللعن هو الطرد من الجنة والبعد عن رضوان الله، وهذا هو الخسران المبين.
ويؤكد الشيخ الشعراوي أن اللعن يأتي نتيجة لأفعال وسلوكيات معينة تصنف بأنها تعدي على حدود الله وظلم للناس.
من هذه الأفعال، الكفر بالله، الشرك، الظلم، والنفاق. ويستند الشيخ في تفسيره إلى العديد من الآيات القرآنية التي تحدثت عن اللعن، منها قوله تعالى: "إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" (البقرة: 161). فهذه الآية توضح أن اللعن يأتي نتيجة للكفر والموت على الكفر.
كما يوضح الشعراوي أن اللعن ليس فقط حكماً إلهياً، بل هو أيضًا عقاب يحمل في طياته رسائل تربوية للمجتمع، فاللعن يعكس مدى خطورة الفعل المرتكب، ويحث الناس على الابتعاد عن المعاصي والذنوب. ولهذا السبب، يُستخدم اللعن كوسيلة لتعليم الناس وتوجيههم نحو الطريق الصحيح.
و ينبه الشيخ الشعراوي إلى ضرورة التفكر في أسباب اللعن ومحاولة تجنبها من خلال الالتزام بتعاليم الدين الحنيف، والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى الغضب الإلهي، ويحث على التوبة والرجوع إلى الله ليحظى الإنسان برحمة الله وفضله.