تُعد قصة بيع يوسف عليه السلام في القرآن الكريم من القصص العميقة التي تحمل العديد من العِبر والدروس.
وتحدث الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله في تفسيره عن السبب وراء بيع يوسف بثمن بخس، في إشارة إلى الأحداث التي جرت بعد أن ألقاه إخوته في الجب.
وفقًا لتفسير الشيخ الشعراوي، فإن السبب الرئيسي لبيع يوسف بثمن زهيد هو إرادة الله عز وجل في توجيه الأحداث نحو مسار مُعيّن لتحقيق الحكمة الإلهية، إخوته أرادوا التخلص منه بدافع الحسد والغيرة، ولكن الله كان له خطة أكبر تتجاوز هذا الغضب الشخصي.
عندما أُخرج يوسف من الجب بواسطة قافلة تجارية، رأت القافلة أن يوسف كان مجرد غلام صغير، ولأنه كان غير معروف في تلك الأراضي ولم يكن له قيمة تجارية كبيرة، تم بيعه بثمن بخس. الثمن البخس هنا لا يعبر فقط عن القيمة المالية القليلة، ولكن عن النظرة الدونية التي كان يُنظر بها إلى يوسف في تلك اللحظة، كونه مجرد عبد غريب.
ويشير الشيخ الشعراوي إلى أن هذا البيع بثمن بخس كان جزءًا من تدبير الله العميق، ليفتح الطريق أمام يوسف للوصول إلى مصر، حيث سيكتب له دور عظيم في تاريخ تلك البلاد.
فرغم كل المصاعب التي مر بها يوسف، إلا أن العناية الإلهية كانت ترافقه، وتحضّره لمستقبل سيكون فيه منقذًا للكثيرين، بما في ذلك إخوته الذين تسببوا في معاناته.
وفي النهاية، يؤكد الشعراوي على أن هذه الأحداث تعلمنا درسًا مهمًا: أن ما يبدو لنا أحيانًا كخسارة أو مصيبة قد يكون في الحقيقة بداية لتحقيق خطة أكبر من تدبير الله. فالثمن البخس الذي بيع به يوسف كان خطوة نحو رفع شأنه، وتأكيدًا على أن الأمور كلها تجري بحكمة الله وقدرته.