مادة الفلوريد تعتبر مكوناً شائعاً في معاجين الأسنان، وتُستخدم لفعاليتها في حماية الأسنان من التسوس وتقويتها. الفلوريد يعمل على إعادة تمعدن مينا الأسنان، مما يعزز مقاومتها للتسوس، وهذا هو السبب وراء توصيات معظم المنظمات الصحية باستخدام معاجين الأسنان التي تحتوي على الفلوريد.
ومع ذلك، هناك جدل مستمر حول التأثيرات الصحية المحتملة للفلوريد، خاصة عندما يتعلق الأمر بصحة الأطفال. من المخاوف الشائعة أن التعرض المفرط للفلوريد قد يؤدي إلى مشاكل صحية، بما في ذلك التخلف العقلي عند الأطفال. لكن عند النظر في الأدلة العلمية، نجد أن هذه المخاوف ليست مدعومة بأدلة قوية.
بعض الدراسات أشارت إلى وجود علاقة بين التعرض لمستويات عالية جداً من الفلوريد وبين انخفاض مستوى الذكاء لدى الأطفال. ومع ذلك، هذه الدراسات غالباً ما تتعلق بظروف تتجاوز بكثير الجرعات الموصى بها للاستخدام اليومي الآمن للفلوريد. الكميات التي يتعرض لها الأطفال من الفلوريد من خلال معجون الأسنان أو مياه الشرب المعالجة هي في العادة آمنة وفعالة في حماية الأسنان.
الخلاصة هي أن استخدام الفلوريد في معجون الأسنان، عند اتباع الإرشادات الصحية واستخدامه بجرعات آمنة، لا يسبب التخلف العقلي أو أي مشاكل صحية خطيرة للأطفال. بل على العكس، يساهم في تحسين صحة الفم وتقليل معدلات تسوس الأسنان. من المهم مراقبة استخدام الأطفال لمعجون الأسنان لضمان عدم ابتلاع كميات كبيرة منه، والاكتفاء بكمية صغيرة خاصة للأطفال الصغار.
لذا، الخوف من تأثيرات الفلوريد السلبية مبالغ فيه إلى حد كبير عندما يتم استخدامه بشكل صحيح. يبقى التوازن والالتزام بالإرشادات الصحية أفضل طريقة لضمان استفادة الأطفال من فوائد الفلوريد دون التعرض لأي مخاطر صحية.
