رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

معلومات لا تعرفها عن مؤسس تليجرام الذي اعتقلته فرنسا

المصير

الأحد, 25 أغسطس, 2024

09:47 ص

في خطوة مفاجئة، اعتقلت السلطات الفرنسية مساء أمس السبت، مؤسس تطبيق تليجرام، رجل الأعمال الروسي المولد بافيل دوروف، وذلك فور وصوله إلى مطار باريس لو بورجيه قادمًا من أذربيجان. وكان دوروف برفقة صديقته وحارسه الشخصي على متن طائرته الخاصة عندما أوقفته أجهزة الأمن الفرنسية بناءً على مذكرة اعتقال صدرت بحقه.


أسباب الاعتقال


وفقًا لوسائل إعلام فرنسية، جاءت مذكرة الاعتقال نتيجة عدم تعاون دوروف مع قوات الأمن الفرنسية، مما أدى إلى اتهامه بالتورط في تهريب المخدرات وجرائم خطيرة أخرى. وأشارت تقارير إلى أن الشكوى الرئيسية التي رفعتها سلطات الاتحاد الأوروبي ضد تطبيق "تليجرام" تتعلق بتشفير الرسائل، حيث أشار محققون إلى أن المنصة أصبحت ملاذًا للجريمة المنظمة على مدار السنوات. وأضاف مصدر مقرب من القضية أن دوروف سمح بارتكاب العديد من المخالفات والجرائم عبر منصته.


كما لم تستبعد وسائل الإعلام إمكانية توجيه تهم إضافية لدوروف، تشمل الإرهاب، وتجارة المخدرات، والاحتيال، وجرائم بحق الأطفال. وفي حال إدانته، يواجه دوروف عقوبة قد تصل إلى 20 عامًا في السجون الفرنسية. ومن المتوقع أن يمثل أمام المحكمة اليوم الأحد، حيث سيتم توجيه التهم إليه بصفته مواطنًا فرنسيًا.


التحرك الروسي


لم يمر اعتقال دوروف دون ردود فعل من روسيا. فقد أكد مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية، ميخائيل أوليانوف، أن اعتقال الشخصيات البارزة في مجال التكنولوجيا أصبح خطرًا متزايدًا في الدول ذات الأنظمة الشمولية. وكتب أوليانوف على منصة "إكس": "لا يزال البعض يعتقد بسذاجة أن زيارة البلدان التي تتجه نحو الشمولية آمنة، حتى لمن لهم دور بارز في المجال المعلوماتي".


وفي تعليق آخر، أشار أليكسي بوشكوف، رئيس لجنة سياسة المعلومات بمجلس الاتحاد الروسي، إلى أن "الديكتاتورية الليبرالية" لا تتسامح مع من لا يلعب وفق قواعدها. وحذر إيلون ماسك من إمكانية وقوعه في نفس الفخ. كما أضاف رئيس اللجنة الدستورية بمجلس الاتحاد الروسي، أندريه كليشاس، أن الفرنسيين مستمرون في نضالهم من أجل "حرية التعبير" و"القيم الأوروبية".


بدوره، دعا فلاديسلاف دافانكوف، نائب رئيس مجلس "الدوما" الروسي، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى التحرك لإطلاق سراح دوروف. واقترح دافانكوف أنه في حال رفضت السلطات الفرنسية إطلاق سراحه، فيجب العمل على نقله إلى الإمارات العربية المتحدة أو روسيا الاتحادية بموافقته.


من هو بافيل دوروف؟


بافيل فاليريفيتش دوروف، الشاب البالغ من العمر 40 عامًا، والذي يعرف بلقب "مارك زوكربيرغ الروسي"، هو أحد أبرز رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا. أسس دوروف موقع التواصل الاجتماعي "فكونتاكتي" (Vkontakte) في روسيا وهو في سن 22، مما جعله يشق طريقه بسرعة في عالم الأعمال. ومع أن نجاحه كان لافتًا، إلا أنه فقد السيطرة على "فكونتاكتي" لصالح مستثمرين مرتبطين بالحكومة الروسية.


في عام 2014، تم اختيار دوروف كأحد أكثر القادة الواعدين تحت سن الثلاثين في شمال أوروبا، كما تم اختياره في عام 2017 للانضمام إلى القيادات العالمية الشابة في المنتدى الاقتصادي العالمي ممثلاً لفنلندا. وقدرت مجلة "فوربس" ثروته بحوالي 15.1 مليار دولار، مما جعله أصغر ملياردير في قائمتها حين كان يبلغ من العمر 37 عامًا.


يعد دوروف رمزًا للنجاح في روسيا، خاصة بعد تأسيسه تطبيق المراسلة المشفرة "تليجرام"، الذي تحدى تطبيق "واتساب" التابع لفيسبوك، وأصبح أحد أكبر منافسيه. وفي عام 2021، درست "تليجرام" خيارات للاكتتاب العام وسط نمو هائل في عدد المستخدمين.


منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، أصبح "تليجرام" مصدرًا مهمًا للمعلومات المتعلقة بالصراع. وكشف دوروف في منشور على التطبيق عن ارتباطه الشخصي بالوضع، حيث أن عائلة والدته من كييف، ويعيش العديد من أقاربه في أوكرانيا، مما جعل الصراع شخصيًا له.


اعتقال دوروف، الذي يحمل الجنسية الفرنسية بجانب الروسية، يأتي في وقت حساس، وقد يفتح الباب أمام تداعيات دولية واسعة النطاق.