في حياة الفنان الكوميدي يونس شلبي، الذي كان مصدر البهجة والضحك لملايين الناس، حدثت تقلبات قاسية لم تكن في الحسبان، معاناة شلبي بدأت في عمر مبكر، حيث كان بالكاد قد بلغ الثلاثين عندما هاجمه مرض السكري، وهو يؤدي مسرحية "فلاح في مدرسة البنات" عام 1994.
تفاقم مرض السكري سريعًا ليصيب شلبي بالغرغرينا في إصبع قدمه ويرفع ضغط دمه، مما اضطره لإجراء عدة عمليات جراحية لزراعة الشرايين في ساقه. رغم تحسنه المؤقت، إلا أن الأقدار لم تمهله؛ ففي عام 1995، فقد والدته التي كانت الأقرب إلى قلبه، ليغرق في اكتئاب شديد ويعتزل العمل.
مع تدهور حالته الصحية، تعرض لعدة جلطات تطلبت جراحات قلب مفتوح متكررة، ما أدى إلى استنزاف كامل ثروته على العلاج، وفي ظل هذا الوضع العصيب، تدخلت النقابة لتقديم المساعدة، لكن مرضه استمر في التفاقم، وفي يوم ما، استيقظ شلبي فاقدًا للإحساس بساقه، ليسقط على الأرض ويكتشف الأطباء إصابته بشلل نصفي وجلطات في الدماغ.
أمام هذا الواقع القاسي، اضطر شلبي لبيع عفش بيته لتغطية تكاليف علاجه، وعندما لم يعد لديه ما يبيعه، باع عفش بيوت بناته الأربع، حتى أصبح مفلسًا وعاجزًا عن توفير حتى أبسط احتياجاته، مما زاد من شعوره بالعجز أمام أسرته.
قبل وفاته بوقت قصير، ظهر يونس شلبي للمرة الأخيرة في فيلم "أمير الظلام" مع عادل إمام، وبعد فترة ، حصل ابنه على شهادة الثانوية العامة، وذهبت زوجته لتقديم أوراقه في كلية الهندسة بسيناء، وأثناء إقامتها في فندق هناك، رأت رؤية مرعبة بأنها تكتب نعي زوجها في الصحف.
استيقظت الزوجة مذعورة وعادت إلى المنزل لتجد يونس شلبي في حالة صحية حرجة، ونُقل إلى المستشفى حيث دخل في غيبوبة لمدة أسبوعين، ثم فارق الحياة في عام 2007، بعد رحلة طويلة من المعاناة.