كتب: أيمن النادي
في عالم تتلألأ فيه الأضواء، وتتسلط الأنظار على النجوم والمشاهير، تنقلب الصورة بين ليلة وضحاها رأسًا على عقب!! ففي لحظة، تتحول تلك الابتسامات التي تُرسم على وجوه الجماهير إلى ملامح مرعبة تخفي وراءها أفعالًا صادمة، تجعلنا نتساءل .. هل أصبح بريق الشهرة عبئًا ثقيلًا يجعل من النجومية سيفًا يسلط على رقاب من يقترب منها؟
بينما يُعد التفاعل مع الجمهور جزءًا لا يتجزأ من حياة الفنانين والمشاهير، نجد أن بعضهم يواجه صعوبة في ضبط النفس أمام مواقف قد تكون بسيطة بالنسبة للبعض، ولكنها تستدعي ردود فعل مفرطة وغير متوقعة وتكشف الجانب المظلم من حياة هولاء.
ففي الأيام الأخيرة، برزت عدة حوادث أعادت إلى الواجهة تساؤلات حول تأثير الشهرة والسلطة التي تمنحها النجومية، ولا نشاهدها إلا في مصرنا المحروسة!!
البداية كانت مع الهضبة عمرو دياب، الذي تصدر عناوين الصحف وشاشات التلفاز ، بعدما صفع شابًا على وجهه، لمجرد رغبة الأخير في التقاط صورة "سيلفي" معه، الأمر لم يكن مجرد ردة فعل عابرة من الهضبة، بل كان رسالة صادمة لجمهوره الذي طالما تغنى بأغانيه ووقف في طوابير طويلة ليحظى بلحظة قرب منه.
وبينما كانت الضجة حول هذه الحادثة تتصاعد، جاء الدور على محمد رمضان ليصدم الجميع هو الآخر !! رمضان، الذي اعتاد أن يكون حديث الشارع بفيديوهاته المثيرة، تجاوز هو الآخر ، حينما أقدم على صفع شاب آخر لمجرد طلبه نفس الشيء "صورة سيلفي" خلال تواجده بأحد القرى السياحية.
لم تتوقف هذه الحوادث عند حدود الغناء، بل تجاوزتها لتشمل المجال الطبي أيضًا، ليتفاجأ الجميع أمس الثلاثاء، بتعدي المطرب محمد فؤاد على طبيب في مستشفى عين شمس، في حادثة تثير تساؤلات حول الحدود التي يجب أن يلتزم بها المشاهير، حتى في أشد الظروف حساسية.
وليس بعيدًا عن الأضواء، جاءت واقعة لاعب كرة القدم بنادي الزمالك أحمد فتوح، ودهسه لمواطن حتى تناثرت اشلاءه على جنبات طريق الساحل الشمالي، لتضيف إلى السجل الأسود لتجاوزات مشاهير المجتمع المريض، مما جعل الكثيرين يعيدون التفكير في معنى الشهرة وتأثيرها على سلوكيات النجوم.
في الختام، تظل هذه الحوادث وغيرها من التجاوزات التي يرتكبها المشاهير من شتى المجالات تجاه جمهورهم، محط اهتمام وتساؤل يطل برأسه دائما.. هل هولاء فوق القانون؟ وهل الشهرة تمنح أصحابها الحق في التجاوز وتخطي حدود اللياقة والأدب؟ أم أن النجومية، التي يفترض أن تكون مصدر إلهام وإيجابية وقدوة للجميع، قد تحولت إلى سيف مسلط على رقاب من اقترب منها؟