تُعدّ المسكنات من أكثر الأدوية استخدامًا للتخفيف من الألم والتهابات الجسم، ولكن ما يغفل عنه الكثيرون هو تأثيرها السلبي على وظائف الكلى، استخدام المسكنات بشكل مفرط ودون استشارة طبية قد يتحول إلى قاتل صامت لصحة الكلى، مما يؤدي إلى تدهور تدريجي في وظائفها دون أن يشعر المريض بذلك في المراحل المبكرة.
الكلى تقوم بدور حيوي في تصفية السموم من الجسم والحفاظ على توازن السوائل والأملاح. عندما يتم تناول المسكنات بشكل منتظم أو بجرعات زائدة، حيث تتعرض لضغط كبير بسبب حاجة الجسم للتخلص من مكونات هذه الأدوية، وهذه الضغوط قد تؤدي إلى تضرر الأنسجة الكلوية، وتؤثر على قدرتها على أداء وظائفها بكفاءة.
أظهرت الدراسات أن بعض أنواع المسكنات، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، قد تسبب انخفاضًا في تدفق الدم إلى الكلى، مما يزيد من خطر الإصابة بالفشل الكلوي الحاد، خاصةً لدى الأفراد الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة أو أولئك الذين يتناولون أدوية أخرى تؤثر على وظائف الكلى.
لذا، من الضروري توخي الحذر عند استخدام المسكنات، وعدم تجاوز الجرعات الموصى بها من قِبل الطبيب. يُفضل دائمًا استشارة الطبيب قبل البدء في تناول أي نوع من المسكنات، خاصة إذا كنت تعاني من مشاكل صحية مزمنة، قد تكون هناك بدائل أكثر أمانًا، أو قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات دورية لوظائف الكلى إذا كان استخدام المسكنات أمرًا ضروريًا.
بالمجمل، استخدام المسكنات يجب أن يكون بحذر ووعي كامل لما قد تسببه من أضرار على المدى الطويل، إذ أن الحفاظ على صحة الكلى يتطلب تجنب أي ممارسات قد تؤدي إلى تلفها.
