فؤاد شكر، القائد العسكري البارز لحزب الله بجنوب لبنان، الذي ظل مختفياً عن أعين الولايات المتحدة لمدة أربعة عقود، لقي مصرعه في عملية اغتيال إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً في الضاحية الجنوبية لبيروت. شكر، المعروف بلقب "الحاج محسن"، كان مستشاراً عسكرياً كبيراً لحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، ومدرجاً على قائمة العقوبات الأمريكية.
تفاصيل جديدة في اغتيال فؤاد شكر
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نجحت إسرائيل في اغتيال شكر بعد اختراق الشبكة الداخلية لحزب الله. وكشفت الصحيفة أن مكالمة هاتفية أوصلت شكر إلى الطابق السابع من المبنى الذي كان يعيش ويعمل فيه، حيث قصفته إسرائيل، مما أدى إلى مقتله مع زوجته وسيدتين أخريين وطفلين.
شكر، الذي يعتبر أحد مؤسسي حزب الله، كان شخصية غير مرئية في الغالب، حيث قلما ظهر في التجمعات العلنية للحزب. وكان وجهه غير معروف لدرجة أن وسائل الإعلام اللبنانية نشرت صوراً مزيفة له بعد وفاته.
في يومه الأخير، قضى شكر وقته في مكتبه بالطابق الثاني من المبنى، حيث كان يتجنب التنقل قدر الإمكان. وفي ليلة اغتياله، تلقى اتصالاً هاتفياً دعاه للصعود إلى الطابق السابع، حيث كان من السهل على إسرائيل استهدافه.
ثغرات أمنية في شبكة الاتصالات الداخلية لحزب الله
العملية كشفت عن ثغرات أمنية في شبكات الاتصالات الداخلية لحزب الله، ويعتقد أن إسرائيل تمكنت من اختراقها باستخدام تقنيات قرصنة متقدمة. حزب الله وإيران يواصلان التحقيق في هذا الفشل الاستخباراتي الكبير.
وكان شكر يُعد من القيادات البارزة داخل "مجلس الجهاد"، أعلى هيئة عسكرية لحزب الله، ولعب دوراً محورياً في العديد من العمليات العسكرية، بما في ذلك تفجير ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت عام 1983.
واشنطن كانت قد رصدت مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض عليه. وفي عام 2019، صنفته وزارة الخارجية الأمريكية كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي 13224.