التبول اللاإرادي.. مشكلة عضوية أم نفسية؟

التبول اللاإرادي هو حالة تحدث فيها عملية التبول دون تحكم إرادي، ويمكن تصنيفه إلى عدة أنواع بناءً على الأسباب والفئة العمرية. يعد التبول اللاإرادي الليلي، المعروف بالاسم الشعبي "التبول في الفراش"، أكثر أنواع التبول اللاإرادي شيوعًا بين الأطفال. يحدث هذا النوع غالبًا بسبب تأخر نضج الجهاز العصبي أو وجود عوامل وراثية، حيث يكون أحد الوالدين قد عانى من نفس المشكلة في صغره.

النوع الثاني هو التبول اللاإرادي النهاري، والذي يحدث خلال النهار ويشمل عدم قدرة الشخص على التحكم في التبول خلال اليقظة. يمكن أن يرتبط هذا النوع بمشكلات نفسية مثل التوتر أو القلق، أو حتى بوجود التهابات في المسالك البولية. الأطفال الذين يعانون من هذا النوع قد يواجهون صعوبة في تمييز إشارات المثانة الممتلئة.

أما النوع الثالث فهو التبول اللاإرادي الثانوي، والذي يحدث بعد فترة من التحكم الطبيعي في المثانة. يظهر هذا النوع عادة نتيجة لحدوث تغيير كبير في حياة الشخص مثل الطلاق أو الانتقال إلى منزل جديد، أو حتى بعد تجربة صادمة. يمكن أن يكون هذا النوع مؤشرًا على وجود اضطرابات نفسية أو حالات طبية تحتاج إلى تدخل طبي.

يجب على الأهل متابعة حالات التبول اللاإرادي بحذر والتوجه إلى الطبيب إذا استمر لفترة طويلة أو إذا ظهر فجأة بعد فترة من التحكم الجيد في التبول. العلاج يمكن أن يشمل استراتيجيات سلوكية، أو تناول أدوية خاصة، أو في بعض الحالات النادرة التدخل الجراحي. الوقاية والعلاج المبكر يمكن أن يساهما بشكل كبير في تحسين الحالة النفسية والاجتماعية للمصابين بهذه المشكلة.