في عالم مليء بالصراعات والأزمات، برزت شخصيات نادرة تحدّت الزمن ووقفت في وجه كل المحاولات لإسكاتها. من بين هؤلاء، يبرز اسم محمد الضيف، القائد العسكري لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. أسطورة المقاومة الفلسطينية وصاحب المسيرة المشرفة التي عرفت بالثبات والصمود، ضيف المقاومة الذي أصبح اسمه مرادفًا للخوف والرهبة في نفوس أعدائه، وفي ذات الوقت، رمزًا للأمل والتحدي لأبناء شعبه. رغم المحاولات المتكررة لاغتياله، ظل الضيف صامدًا، ليصبح أسطورة حيّة تجسّد روح المقاومة الفلسطينية. ومع حلول عيد ميلاده، احتفى ناشطون بمنصة إكس بهذه المناسبة، في مشهد يؤكد على مكانته الراسخة في قلوب الفلسطينيين والمناصرين لقضيته.
معلومات نادرة عن الضيف
ولد محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف بمحمد الضيف، في 12 أغسطس 1965 في مخيم خان يونس بقطاع غزة. ينتمي لعائلة فقيرة من اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجّروا من قرية القبيبة خلال النكبة عام 1948. ترعرع الضيف في بيئة مشبعة بالصمود والمقاومة، وهو ما ساهم في تشكيل شخصيته القيادية. درس الضيف العلوم الطبية في الجامعة الإسلامية بغزة، إلا أن انضمامه لحركة حماس في بداياتها، وجهاده في صفوفها، كان له الأثر الأكبر في مسيرته النضالية.
منذ بداية التسعينيات، أصبح الضيف واحدًا من أبرز المطلوبين لدى الاحتلال الإسرائيلي، نظرًا لدوره المحوري في تنفيذ العمليات الاستشهادية وتطوير القدرات العسكرية لكتائب القسام. وقد برع الضيف في بناء شبكة أنفاق تحت الأرض، والتي كانت ولا تزال عنصرًا حاسمًا في تكتيكات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال.
محاولات اغتيال محمد الضيف:
منذ مطلع التسعينيات وحتى اليوم، تعرض محمد الضيف لعدد كبير من محاولات الاغتيال، حيث يُعتقد أنه نجا من سبع محاولات على الأقل، بعضها كان من المفترض أن يكون قاضيًا عليه. ففي عام 2002، تعرّض لمحاولة اغتيال استُخدمت فيها طائرات حربية استهدفت مركبته في غزة، ما أدى إلى فقدانه لإحدى عينيه وإصابته بجروح بليغة. رغم ذلك، استمر في قيادة المقاومة دون أن يفتّ في عضده شيء.
في عام 2014، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، تعرض منزله لغارة جوية أدت إلى استشهاد زوجته وابنه الرضيع، في واحدة من أشرس محاولات الاغتيال التي خطط لها جهاز الموساد الإسرائيلي. إلا أن الضيف، ورغم كل شيء، نجح في النجاة مجددًا، ليصبح عنوانًا للصمود الفلسطيني.
*احتفالات على منصة إكس بعيد ميلاد الضيف:*
في تطور لافت، شهدت منصة إكس (تويتر سابقًا) احتفالات واسعة بمولد محمد الضيف، حيث انهالت التغريدات التي تمجّد مسيرته وتستذكر مواقفه البطولية. الناشطون من مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي تفاعلوا مع الحدث، مؤكدين أن محمد الضيف ليس مجرد قائد عسكري، بل رمز للصمود وراية لن تنكس أمام عدوٍ تفنن في أساليب الإجرام والاغتيال.
دلالات الاحتفال بعيد ميلاد الضيف
للاحتفال بعيد ميلاد محمد الضيف دلالات عديدة. فهو يعكس المكانة الاستثنائية التي يحتلها الضيف في الوجدان الشعبي الفلسطيني والعربي. كما أن هذا الاحتفاء يؤكد أن الضيف أصبح رمزًا لقضية أكبر من مجرد قيادة عسكرية؛ إنه رمز للكرامة والمقاومة التي لا تنكسر.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن النظر إلى هذه الاحتفالات كرسالة موجهة إلى الاحتلال الإسرائيلي، مفادها أن الضيف، رغم كل المحاولات لتصفيته، لا يزال حاضرًا بقوة في الساحة، ليس فقط كشخص، بل كرمز وأيقونة للمقاومة.
محمد الضيف، الرجل الذي واجه الموت مرارًا وتكرارًا وخرج منه منتصرًا، أصبح أيقونة لا تموت. احتفالات الناشطين على منصة إكس بمولده تأتي لتؤكد أن روح المقاومة لا يمكن أن تُهزم، وأن محمد الضيف ليس مجرد قائد، بل أسطورة حيّة تستمر في إلهام الأجيال القادمة. وفي ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في استهداف قادة المقاومة، يبقى الضيف رمزًا لصمود شعب بأكمله، وعنوانًا للكرامة التي تأبى الانكسار.