كتب: حسين علي
تأخر الرد الإيراني وحزب الله على الجرائم التي ارتكبتها دولة الاحتلال، لا سيما اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الراحل إسماعيل هنية والقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر، أثار تساؤلات عدة. تتعدد التكهنات حول أسباب هذا التأخير، فمنها ما يشير إلى ضغوط دولية وإقليمية وربما عربية على إيران وحزب الله لوقف الرد أو تأخيره.
في هذا السياق، يسعى موقع «المصير» الإخباري لفهم أسباب تأخير الرد على دولة الاحتلال، فتواصل مع بركات الفرا، سفير فلسطين الأسبق بالقاهرة، الذي أوضح أن إيران وحزب الله يهدفان من خلال تأخير الرد إلى معاقبة دولة الاحتلال. وقال الفرا: "أكدت إيران وحزب الله ضرورة الرد بقوة، ولكن في الوقت والمكان المناسبين."
وأضاف الفرا أن هذه الاستراتيجية تذكرنا بموقف الأشقاء في سوريا في السابق، حيث كانوا يفضلون استخدام عبارة "الرد آت لا ريب فيه، ولكن في الوقت المناسب والمكان المناسب" كوسيلة لتهدئة الأوضاع بعد الاعتداءات الإسرائيلية.
وأشار الفرا إلى أن إيران وحزب الله يعتبران تأخير الرد بمثابة عقاب لدولة الاحتلال، قائلاً: "كما يقولون، 'وقوع البلاء خير من انتظاره'، لكن الانتظار قد يكون مخيفًا ومكلفًا."
وأوضح السفير السابق أن هناك خلافات داخلية بين الحرس الثوري والرئيس الإيراني، حيث يرى الرئيس محدودية الرد تجنبًا للتأثير السلبي على إيران إذا تجاوزت حدود معينة، بينما يرى الحرس الثوري ضرورة الرد بقوة على تل أبيب. وأضاف أن الوضع معقد أكثر بسبب وجود القوات الأمريكية وحاملات الطائرات في المنطقة، وهو ما يزيد من تعقيد الموقف.
وأشار الفرا إلى أن إيران تخشى من ضرب مفاعلاتها النووية وحزب الله يخشى من ضرب بيروت، ولذلك يتم اللعب على عامل الوقت. وأضاف أن البيان الثلاثي المدعوم أوروبياً، والذي يدعو للتفاوض بين إسرائيل وحماس لوقف الحرب في غزة، قد أثّر على الموقف لأن الجميع يسعى لوقف الحرب باستثناء إسرائيل.
وفي ختام حديثه، قال بركات الفرا: "المشهد غاية في التعقيد، وأي خطأ قد يشعل النيران لتشمل إيران ولبنان واليمن والعراق وأمريكا وإسرائيل وربما دول أخرى.