من المعروف أن الشورى والمشاورة تعتبر من القيم العظيمة التي تجسدها تعاليم الإسلام في حياتنا اليومية.
تجسد حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثالًا حيًا لهذه القيمة، حيث كان النبي عليه الصلاة والسلام يتخذ من الشورى مع زوجاته منهجًا ثابتًا في اتخاذ القرارات.
أحد الأمثلة الرائعة على ذلك هو استشارته لزوجته أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية، عندما عارض الصحابة فكرة الصلح بسبب شروطه التي رأوها مجحفة، حيث استشار النبي محمد صلى الله عليه وسلم أم سلمة، التي قدمت نصيحة حكيمة، فأكدت أم سلمة أهمية الالتزام بشروط الصلح، وأشارت إلى فوائد ذلك على المدى البعيد، مما ساهم في اتخاذ قرار صائب أسهم في تعزيز السلام والاستقرار.
هذا الموقف يعكس القيمة العظيمة لمشاركة الرأي والاستماع إلى الشريك في اتخاذ القرارات، فعندما يُعطى الزوجان فرصة لمشاركة الأفكار والآراء، يعزز ذلك التفاهم والاحترام المتبادل، ويزيد من قوة العلاقة الزوجية.
من الضروري أن يدرك الأزواج أهمية الاستماع إلى نصائح بعضهم البعض، خاصة في القضايا التي تتطلب تفكيرًا جماعيًا.
الاستشارة لا تقتصر على الأمور الكبيرة فقط، بل تمتد أيضًا إلى الأمور اليومية، مما يساهم في بناء شراكة قوية قائمة على الاحترام والتقدير المتبادل.
في ضوء هذا، يجب على الأزواج أن يتذكروا أن النصيحة والتشاور لا تعني ضعفًا، بل هي دليل على قوة العلاقة والثقة المتبادلة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ برأي أم سلمة، يمكن للأزواج اليوم أن يستفيدوا من نفس القيم في تعزيز روابطهم وبناء حياة زوجية مستقرة وسعيدة.
