عمرو بن عبيد بن باب، وُلد في مدينة البصرة خلال العقد الأخير من القرن الأول الهجري (حوالي عام 80 هـ)، وهو من أبرز الشخصيات الفكرية في التاريخ الإسلامي.
يعتبر عمرو من أوائل مؤسسي التيار الفكري المعروف بالمعتزلة، الذين تبنوا منهجًا عقلانيًا في تفسير النصوص الدينية، ورفضوا فكرة الجبر التي كانت سائدة في ذلك الوقت.
نشأ عمرو في بيئة علمية، حيث تتلمذ على يد الحسن البصري، أحد أعظم العلماء في البصرة، لكنه سرعان ما انفصل عن أستاذه ليبدأ بنشر أفكاره الخاصة.
اشتهر عمرو بن عبيد بتقواه وزهده، حيث كان يُعرف بالتواضع وحب الحق، وكان يتجنب الدنيا والزخارف المادية، ويُروى عنه أنه كان يلبس لباسًا بسيطًا، وكان يرفض قبول أي نوع من الهدايا أو الأموال من الحكام.
كان عمرو بن عبيد يتمتع بقدرة كبيرة على الجدل والنقاش، وقد استطاع بفضل هذه القدرات أن يجذب عددًا كبيرًا من الأتباع، إلا أن أفكاره لم تكن مقبولة عند جميع العلماء، حيث كان هناك جدل كبير حول بعض معتقداته، مثل موقفه من خلق القرآن وتفسيره للقدر.
رغم الخلافات حول أفكاره، إلا أن عمرو بن عبيد كان له تأثير كبير في تشكيل الفكر الإسلامي في عصره، وساهم بشكل كبير في نشر العقيدة المعتزلية، التي ظلت مؤثرة لعدة قرون بعد وفاته.
توفي عمرو بن عبيد في البصرة عام 144 هـ، وترك وراءه إرثًا فكريًا جدليًا أثار الكثير من النقاشات الفكرية في العالم الإسلامي، ولا يزال يُذكر كواحد من أبرز رواد العقلانية في الإسلام.