من منا لا يحب القهوة؟ ومن منا لم يهم عشقًا في حب نكهاتها الأخاذة؟ فقد يتبادر في أذهاننا سؤال مباشر؛ هل القهوة مجرد مشروب له فوائده كما له آثاره الجانبية المصاحبة للإفراط في تناوله؟ أما أنه أداة بل قل أيقونة لحياة الإنسان؛ ووسيله لتغيير حالته النفسية والمزاجية للأفضل؟
ولمن يتبني الاتجاه الأول رؤية واقعية حول دور القهوة في تعزيز النشاط البدني، وزيادة نشاط الدماغ لاحتوائها على الكافيين ، فضلًا عن تنظيم مستويات السكر فى الدم، وتقليل الإصابة ببعض أمراض السرطان، وكذلك أمراض الكبد و القولون و الكلى والثدى.
ولم تكتف الدراسات الحديثة باستعراض فوائد القهوة وآثاراها المباشرة علي الجانب البدني، بل حظت الجوانب النفسية برصيد كبير من البحوث التي كشفت عن دور القهوة في تقليل الإصابة بالسكتة الدماغية، وحماية العقل من الإصابة بمرض الزهايمر، فضلًا عن المساعدة فى علاج الاكتئاب.
وهنا يتجه أنصار الاتجاه الثاني نحو تبني مفهوم عشق القهوة من منطلق دورها في تحسين الحالة المزاجية، من خلال تعزيز السيروتونين و الدوبامين ، وتقليل خطر الإصابة بمرض باركنسون، وتقليل الاصابة بحصى المرارة ...
ومع تزايد اللغط بين الاتجاهين ظهر اتجاه آخر معارض لهذا الخط الفكري، وهو الاتجاه الذي يركز بالأساس على أضرار القهوة؛ كزيادة الشعور بالقلق والتوتر والعصبية لدى البعض ، فضلًا عن الإصابة بالأرق ومشاكل النوم.
بل واستفاض أنصار هذا الاتجاه في استعراض عديد الأضرار التي تطرقت إلى الإصابة بعسر الهضم أو القئ أو قرحة المعدة (لدى الاشخاص الذين يعانون من حساسية القهوة) بالإضافة إلى احتمالات الإصابة بالإسهال وارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدل ضربات القلب، والحاجة للتبول بشكل متكرر، وتكوين تجاعيد والإصابة بحب الشباب، وتقليل الكولاجين، وتصبغ الأسنان بلون أصفر ؛ عند تناول القهوة بكميات كبيرة.