في عالمنا الإسلامي، يحمل كل اسم معنى ودلالة خاصة، وتأتي تسمية الأنبياء كأحد جوانب الإعجاز الإلهي.
قصة تسمية سيدنا يحيى بن زكريا تُعد من أبرز هذه الجوانب التي تثير التأمل والإعجاب، وقد تناولها الشيخ الشعراوي، رحمه الله، بعمق وتفصيل، موضحًا أبعاد الإعجاز فيها.
وُلد سيدنا يحيى في ظروف معجزة، حيث جاء بعد دعاء طويل من أبيه النبي زكريا، الذي كان في سن متقدمة وكانت زوجته عاقرًا. جاء الاسم "يحيى" بناءً على أمر إلهي كما ورد في القرآن الكريم في سورة مريم: "يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سمياً" (مريم: 7). يكشف هذا النص القرآني عن أولى علامات الإعجاز في الاسم؛ إذ لم يسبق أن سمي أحد بهذا الاسم قبل سيدنا يحيى.
يُوضح الشيخ الشعراوي أن معنى اسم "يحيى" يرتبط بالحياة والنمو. فقد جاء يحيى ليحيا بالروحانيات والطاعات ويحيي قلوب الناس بالإيمان والدعوة إلى الله. لم يكن هذا الاسم مجرد تسمية عابرة، بل تجسد في حياة سيدنا يحيى الذي عاش حياة مليئة بالتقوى والزهد والعبادة، مما جعله مثالاً يحتذى به.
كما يلفت الشيخ الشعراوي النظر إلى أن الاسم يعكس مضمونه في واقع حياة يحيى، حيث كانت حياته مليئة بالحيوية والنشاط الدعوي. فقد كان نبيًا دعا قومه إلى الحق والإيمان، وعمل على إحياء القلوب والنفوس بما جاء به من رسالة.
في الختام، يؤكد الشيخ الشعراوي أن قصة تسمية سيدنا يحيى ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي درس في كيفية اختيار الأسماء بعناية لتكون انعكاسًا حقيقيًا لشخصية صاحبها ورسالة حياته. إنها دعوة لكل مؤمن أن يتأمل في أسماء أبنائه ويختار لهم ما يحفزهم على اتباع طريق الصلاح والفلاح.