بلعام بن باعوراء هو شخصية دينية تذكر في النصوص الإسلامية واليهودية على حد سواء، ولكن يكتسب شهرة خاصة في التفاسير الإسلامية.
يعد بلعام رجلًا من بني إسرائيل كان يعيش في زمن النبي موسى عليه السلام، ويمتلك علمًا وحكمة عظيمة.
كان بلعام معروفًا بمعرفته بأسماء الله الحسنى، وبأنه مستجاب الدعوة. إلا أن هذه المعرفة لم تكن كافية لحمايته من فتنة الدنيا وشهواتها.
تروي القصص الإسلامية أن بلعام كان من أتباع النبي موسى في البداية، لكن قومه ألحوا عليه ليستخدم علمه في الدعاء ضد موسى وبني إسرائيل.
أُغري بلعام بالمال والمناصب، واستجاب لضغوط قومه، محاولًا أن يستعمل علمه للإضرار بموسى وقومه، وعندما حاول الدعاء ضد موسى، جرى عكس ما أراد، فانقلب الدعاء على قومه.
في تفسيره لهذه القصة، يركز الشيخ الشعراوي على الدروس والعبر المستفادة منها.
حيث يرى الشعراوي أن قصة بلعام تعبر عن خطورة الاستجابة لشهوات النفس والانحراف عن الحق بسبب الإغراءات المادية. بلعام كان يمتلك علمًا كبيرًا، لكن العلم وحده لا يكفي دون التقوى والإيمان الراسخ.
من خلال هذا التفسير، يحذر الشيخ الشعراوي المسلمين من الوقوع في نفس الفخ الذي وقع فيه بلعام. يدعو الشعراوي إلى الالتزام بالحق والثبات على المبادئ الدينية، وعدم الانجرار وراء الشهوات الدنيوية والإغراءات المادية، مهما كانت قوتها.
في النهاية، تعتبر قصة بلعام بن باعوراء تحذيرًا قويًا ضد الفتنة والضلال، وتذكر المؤمنين بأهمية الحفاظ على الإيمان والتقوى في مواجهة تجارب الدنيا ومغرياتها.
إنها دعوة للتفكر والتدبر في كيفية استخدام العلم والقوة بحكمة وتقوى، وعدم الانحراف عن طريق الحق.