كتب _ عفراء عثمان
مع انتشار المجاعة في مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر وتقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) التي تشير إلى ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي إلى المرحلة الخامسة، هنالك مخاوف كبيرة حول مستقبل السكان النازحين حول اكثر من 13 منطقة اخرى.
كما ان تزايد حالات الوفاة نتيجة للجوع ونقص التغذية في المخيم يجعل من الضروري توفير المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن.
هذا وتوالت التحذيرات من احتمالية تصاعد المجاعة في السودان الامر الذي يستدعي تدخلًا سريعًا وفعّالًا من المجتمع الدولي والإقليمي والفاعلين و التكاتف لتقديم الدعم والمساعدات للنازحين والمواطنين المتضررين وحياة الملايين حيث تشير التقارير إلى أن أكثر من 18 مليون شخص مهددين في السودان.
null
بالإضافة إلى ذلك، يجب من القائمين على الامر من طرفي الصراع استلهام الدروس من تجربة إثيوبيا في الثمانينات حول تأثيرات الجفاف والنزاعات على الأمن الغذائي والحياة الإنسانية. تجلت في ذلك الوقت أهمية التنبؤ بالأزمات واتخاذ الإجراءات المناسبة مبكرًا لتفادي كوارث المجاعة وتجربة الصومال التي مات فيها اكثر من ربع مليون شخص بسبب الغذاء . يستدعي الوضع الحالي في السودان التعاون الدولي والتضامن الإنساني لتجنب تكرار كوارث المجاعة التي شهدتها إثيوبيا والصومال ودول اخرى.
بالتزامن مع انعدام الأمن والغذاء خرجت ولايات السودان الأمنه من الموسم الزراعي بسبب عدم توفر الوقود لعمليات الحرث و الري وارتفاع الاسعار الجنوني بسبب الانهيار الاقتصادي وهذا يعني أن الأزمة سوف تطال جميع المناطق في السودان ما لم يتم إيجاد حلول عاجله وشاملة للأزمة.
هذه التطورات تثير تساؤلات حول ما إذا كان سنشهد أكبر كارثة جوع في أفريقيا بعد أكثر من 40 عامًا. يتطلب الأمر تدخلًا فوريًا وفعّالًا من جميع الأطراف المعنية لتفادي هذه الكارثة المحتملة وحفظ حياة الملايين. يجب على المجتمع الدولي والإقليمي التكاتف واتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذا الخطر المتزايد وضمان توفير المساعدات والإغاثة للمحتاجين في السودان.