رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

مسألة الغيبة.. من منظور ديني والأخلاقي

المصير

الإثنين, 5 أغسطس, 2024

12:54 م

مسألة الغيبة من القضايا التي أثارت اهتمام العلماء والمفسرين، وخاصة في سياق الحديث عن الأخلاق والسلوكيات الاجتماعية. في تفسير الشيخ الشعراوي للآية الكريمة "وَلَا تَغْتَابُوا بَعْضَكُمْ" (الحجرات: 12)، يتناول هذه القضية من منظور ديني عميق، مشيرًا إلى أن الغيبة، بمعناها التقليدي، هي التحدث عن شخص بغير حضوره بطريقة تسيء إليه.

 

أوضح الشيخ الشعراوي أن الغيبة ليست فقط محصورة في الأشخاص البريئين، بل هناك استثناءات في بعض الحالات، ومنها الحديث عن الفاسق. وفقًا للشعراوي، الفاسق هو الشخص الذي يعلن فسقه ويقوم بأفعال مخالفة للشريعة بشكل علني ومتعمد. في هذه الحالة، قد تكون الغيبة مبررة إذا كانت لغرض تصحيح الخطأ أو تحذير الآخرين من أفعاله.

 

أشار إلى أن هذا الاستثناء لا يعني إباحة الكلام السيئ عن الفاسق بل يظل ضمن إطار معين، وهو الإشارة إلى أفعال الفاسق دون المساس بشخصيته أو التقليل من شأنه بطرق غير أخلاقية. الهدف من ذلك هو توجيه النقد بطريقة بناءة وعدم التعدي على حدود الأخلاق.

 

لفت إلى أن التعامل مع الفاسق يجب أن يكون وفقًا لروح الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى النصح والإرشاد دون الوقوع في فخ الغيبة المحرمة. إن الهدف هو الإصلاح والتصحيح وليس التشهير والتجريح، مما يعكس قيم العدالة والرحمة في الإسلام.

 

كما نبه إلى أهمية الحفاظ على الأخلاق والنية الصافية في التعامل مع الآخرين، مهما كانت تصرفاتهم، وتجنب الوقوع في معصية الغيبة غير المشروعة.