القاهرة - المصير
أعلنت دولة الاحتلال الإسرائيلي في بيان رسمي تأكيدها لنبأ اغتيال محمد الضيف، القائد العسكري لكتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، وذلك بعد عدة محاولات اغتيال سابقة باءت بالفشل،وذلك في الغارة التي شنتها على خان يونس الشهر الماضي.
وكانت حركة حماس قد نفت في بيان سابق لها هذه الأنباء، مؤكدة أن الضيف ما زال حياً ويواصل قيادة المقاومة ضد الاحتلال.
هل انتهت المقاومة ؟
إن استشهاد قادة المقاومة، وإن كان يشكل ضربة موجعة، لا يعني نهاية المقاومة نفسها. فالمقاومة ليست مجرد أفراد بل هي فكرة وتجربة تعيش في وجدان الشعب الذي يناضل من أجل حقوقه وحريته. على مر التاريخ، شهدت العديد من حركات التحرر الوطني استشهاد قادتها، ومع ذلك استمرت في نضالها حتى تحقيق أهدافها.
من أبرز الأمثلة على ذلك حركة التحرير الوطني في الجزائر، التي فقدت قائدها مصطفى بن بولعيد في بداية الثورة الجزائرية، لكن الشعب الجزائري استمر في مقاومته حتى نال استقلاله عام 1962. وكذلك حركة التحرر في جنوب إفريقيا، التي قادها نيلسون مانديلا بعد استشهاد العديد من القادة والمقاومين، حتى تحقق حلم الحرية والتخلص من نظام الفصل العنصري.
نفس الأمر تكرر مع ليبيا حينما استشهد عمر المختار أيقونة الجهاد والكفاح ضد الإستعمار الإيطالي والشيخ عبد القادر الجزائي وعبد الكريم الخطابي في الجزائر، لقد اشتعلت المقاومة وحركات التحرر الوطني بعد وفاة قادتها في كل تجارب التحرر الوطني.
إن محمد الضيف، وإن اغتيل، سيظل رمزاً للصمود والمقاومة في وجه الاحتلال. فحركة حماس، مثل غيرها من حركات التحرر، تدرك أن الأفراد يمكن أن يستشهدوا، لكن الفكرة والمبادئ التي يناضلون من أجلها تظل حية في قلوب وعقول الناس.
يمكن القول إن استشهاد القادة ليس إلا محطة في مسيرة المقاومة، التي تستمر وتتجدد جيلاً بعد جيل. فالاحتلال قد يتمكن من اغتيال الأفراد، لكنه لن يتمكن أبداً من اغتيال الفكرة.